الأكثر مشاهدة

انتخابات مشبوهة وتبون مرشح العسكر للمرة الثانية

فتحت مراكز التصويت في الجزائر أبوابها اليوم السبت، في إطار مشهد مكرر اعتاده الجزائريون تحت مسمى “الانتخابات الرئاسية المبكرة”، حيث يتنافس ثلاثة مرشحين: الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، عبد العالي حساني شريف، ويوسف أوشيش. وعلى الرغم من تعدد الأسماء، إلا أن النتائج تبدو واضحة في أذهان الكثيرين؛ فتبون، الذي يبلغ من العمر 78 عاما، يحظى بدعم كبير من المؤسسة العسكرية وأحزاب الغالبية البرلمانية، وخاصة جبهة التحرير الوطني وحزب “حركة البناء” الإسلامي، مما يجعل إعادة انتخابه مسألة محسومة في نظر المراقبين.

مسرحية الانتخابات الجزائرية

تحدثت السلطة المستقلة للانتخابات عن أكثر من 24 مليون ناخب مؤهلين للتصويت، موزعين على 61 ألف مكتب تصويت في جميع أنحاء البلاد. لكن خلف هذه الأرقام الرسمية، يقف واقع مرير يتجلى في عزوف الشباب عن المشاركة في هذه الانتخابات. ففي الاستحقاقات الرئاسية السابقة، التي جرت وسط احتجاجات الحراك الشعبي المطالبة بتغيير جذري في النظام الحاكم، وصلت نسبة الامتناع عن التصويت إلى 60%، وفقا لوكالة فرانس برس، وهو رقم قياسي يعكس أزمة ثقة عميقة بين الشباب الجزائري والسلطة.

في خضم الحملة الانتخابية، حاول تبون جذب الناخبين بوعود اقتصادية،.. متعهدا بتوفير 450 ألف وظيفة جديدة وزيادة منحة البطالة إلى 20 ألف دينار (حوالي 135 دولارا)،.. وهي إعانة تم استحداثها في 2022 للشباب بين 19 و40 عاما. إلا أن هذه الوعود تواجه بواقعية قاتمة،.. حيث لا يزال الاقتصاد الجزائري يعاني من تراجع فرص العمل وغياب الأفق، مما يدفع المئات من الشباب سنويا إلى الهجرة غير القانونية بحثا عن حياة أفضل في أوروبا، عبر قوارب الموت في البحر المتوسط.

إقرا أيضا : القبايل ترفع سلاح المقاطعة في وجه رئاسيات الجزائر

ركز المرشحون الثلاثة خلال حملاتهم على القضايا الاجتماعية والاقتصادية،.. مع وعود بتحسين القدرة الشرائية وتقليل الاعتماد على عائدات النفط،.. التي تمثل 95% من إيرادات العملة الصعبة في الجزائر. لكن الغريب في هذه الحملة الانتخابية هو التركيز المبالغ فيه على موضوع الصحراء المغربية،.. حيث أبدى المرشحون موقفا معاديا لوحدة المغرب الترابية،.. ودعمهم لجبهة البوليساريو الانفصالية. يبدو أن هذا الموقف يعكس رغبة في استمالة المؤسسة العسكرية،.. التي لها اليد الطولى في تعيين الرؤساء منذ استقلال الجزائر عام 1962،.. وهي المؤسسة التي لطالما استخدمت قضايا خارجية لتوجيه الرأي العام المحلي بعيدا عن الأزمات الداخلية.

مقالات ذات صلة