الأكثر مشاهدة

المحمدية تستغيث.. الغبار الأسود يخنق مدينة الزهور ويهدد صحة سكانها

أطلقت جمعيات بيئية بمدينة المحمدية صفارات إنذار حادة، محذرة من كارثة بيئية آخذة في التمدد بصمت، سببها الرئيسي: الاستعمال المستمر للفحم الحجري في الأنشطة الصناعية لتوليد الطاقة. هذا الوقود “البدائي”، كما وصفته الجمعيات، لم يعد مجرد خيار صناعي، بل أصبح لعنة تُخيّم على سماء المدينة.

أربع جمعيات بيئية، تمثل صوت الأرض والإنسان، أصدرت بيانا غاضبا وغير مسبوق، تساءلت فيه: كيف يعقل أن تتحول المحمدية، التي كانت تلقب بمدينة الزهور، إلى مساحة غبارية خانقة لا تشبه ماضيها؟
هذه الجمعيات – زهور البيئة والتنمية المستدامة، أصدقاء البيئة، نقطة انطلاقة، ونادي الطلبة الخضر – دقت ناقوس الخطر، مؤكدة أن ما يحدث لا يهدد فقط جمالية المدينة، بل صحة سكانها وحياتهم.

هذا “الغبار الأسود”،.. الذي يترسب على زجاج النوافذ وأسطح السيارات ويهاجر إلى صدور الناس، هو العرض الظاهر لمرض صناعي خفي. الفحم الحجري، المستخدم في محطات الطاقة القريبة، يبعث جزيئات دقيقة تحمل معها أمراض الصدر، والحساسية، والربو، بل وحتى السرطان، حسب ما تؤكده دراسات دولية.

- Ad -

“نحن في بلد يعد من رواد الطاقات النظيفة على المستوى القاري،.. فكيف نستمر في استعمال وسائل ملوثة لا تليق بهذا المسار؟”، يتساءل محمد السحايمي، رئيس جمعية زهور البيئة وخبير بيئي.
يكشف المفارقة بين طموحات المغرب الخضراء وواقع بعض المدن التي ما زالت غارقة في دخان الخيارات القديمة.

ليست المحمدية وحدها من تدفع ثمن الفحم الحجري… حسب ذات البيان، فإن مدنا أخرى مثل برشيد وآسفي وجرادة وواد زم، تعيش تحت نفس الغيمة السوداء. ما يجعل هذا الوضع أشبه بعدوى بيئية تنتشر بلا حسيب ولا رقيب.

وراء الأرقام والبيانات،.. تقف عائلات وسكان، يرون مدينتهم تفقد ملامحها يوما بعد يوم. الأطفال يكبرون وهم يعتقدون أن لون البحر رمادي،.. وأن السحب لا تتحرك إلا محملة بالغبار.

لهذا، طالبت الجمعيات البيئية بوقف فوري لاستخدام الفحم الحجري،.. وتعويضه بمصادر طاقة مستدامة تحترم الحياة والبيئة. كما دعت إلى محاسبة الشركات الملوثة،.. وعدم التساهل مع أي انتهاك بيئي يمس حق السكان في بيئة نظيفة.

مقالات ذات صلة