انفجرت فضيحة مدوية داخل جهاز الحرس المدني الإسباني بسبتة، بعدما كشفت تحقيقات أمنية مستمرة تورط عدد من عناصره في شبكة لتهريب المخدرات، استخدمت نفقا سريا يمتد من المغرب إلى المدينة المحتلة، مقابل مبالغ مالية ضخمة وصلت إلى 120 ألف يورو.
التحقيقات انطلقت منذ 19 فبراير 2025، عقب حجز شحنة كبيرة من الحشيش في ميناء الجزيرة الخضراء، وهي العملية التي قادت مباشرة إلى اكتشاف نفق سري بطول 50 مترا وعمق 12 مترا في المنطقة الصناعية تراخال، كان يستخدم لنقل كميات ضخمة من الحشيش من المغرب نحو سبتة.
بحسب ما نقلته صحيفة لاراثون الإسبانية، تمكن المحققون من التنصت على مكالمات هاتفية بين أفراد الشبكة، أظهرت أن أحد الحراس المدنيين تلقى دفعة أولى بقيمة 5 آلاف يورو بتاريخ 8 دجنبر 2024 لتسهيل مرور “بضائع غير مشروعة”. إجمالا، تلقى المتورطون من عناصر الأمن 120 ألف يورو، مع وعود بزيادات مالية مقابل كل عملية ناجحة.
وما بين يونيو 2023 وأوائل 2025، جرى ضبط ما يزيد عن 6 أطنان من الحشيش تم تهريبها من المغرب عبر هذا النفق، الذي وصف بأنه “الأكثر تطورا” من حيث التمويه والقدرة على التهريب دون إثارة الانتباه.
وقد تم اعتقال عنصرين من الحرس المدني ووضعا رهن الاعتقال الاحتياطي، في حين أفرج عن عناصر آخرين بعد الاستماع إليهم من طرف قاضي التحقيق المكلف بالقضية، دون استبعاد تورط عناصر أخرى قد تكشف لاحقا.
ومن جهتها، لم تستبعد التحقيقات الجارية احتمال وجود تواطؤ من داخل التراب المغربي، حيث يجري التنسيق بين شبكات التهريب على ضفتي المتوسط من خلال وسطاء لهم علاقات مع مهربين وعناصر أمنية في كلا البلدين.