رفضا لأي شكل من أشكال “التزيين الدعائي” لواقع رياضي غير مرض، قررت فصائل مشجعي الوداد والرجاء مقاطعة ديربي العاصمة الاقتصادية المرتقب بملعب محمد الخامس، مؤكدة بذلك موقفا صارما تم التوصل إليه خلال اجتماع تنسيقي جمعها بممثلي سلطات مدينة الدار البيضاء.
الاجتماع، الذي يأتي في سياق سلسلة لقاءات اعتيادية تعقد قبل المباريات الكبرى، انتهى بإبلاغ المسؤولين موقفا واضحا لا رجعة فيه: “لن نحضر، ولن نحتفل بموسم صفري خال من الألقاب”. هذا ما عبرت عنه فصائل “الوينرز” و”الغرين بويز”، في موقف موحد يتجاوز الخصومة الكروية ويعكس احتجاجا عميقا على ما تصفه الجماهير بـ”تراكمات ظلم ممنهج”.
وقد جاء قرار المقاطعة رغم النداءات المتكررة التي وجهت لأنصار الناديين من قبل جهات كروية عليا، من بينها رئيس الجامعة الذي دعا إلى تحويل الديربي إلى عرس كروي يبرز “العالمية المغربية”، لكن تلك النداءات لم تجد صدى لدى من بات يعتبر أن الحضور في المدرجات لا يجب أن يستغل لتلميع قرارات لم تخدم مصالح الأندية الكبرى، ولا جمهورها.
إقرأ أيضا: دعم مالي جديد لأندية البيضاء.. 500 مليون سنتيم للرجاء والوداد قبل الديربي
وترى الفصائل الغاضبة أن حرمانها من التنقل الجماعي لمرافقة أنديتها في مباريات حاسمة، فضلا عن تدخلات مؤثرة في نتائج اللقاءات، حسب ما اعترف به بعض المسؤولين، كانت كافية لدفعها إلى اتخاذ هذا القرار “السيادي”، باعتباره لغة احتجاج حضارية ورسالة مباشرة إلى صناع القرار.
ويبقى السؤال المطروح: هل سنشهد فعلا مدرجات شاغرة في أحد أهم المواعيد الكروية الوطنية؟ أم أن جهات أخرى ستحشد لتعويض غياب الجماهير الوفية؟ وفي كلتا الحالتين، من المؤكد أن الديربي هذا الموسم لن يكون كغيره، بعدما اختارت الجماهير أن تكون “الورقة المفقودة” في صورة الاحتفال، تعبيرا عن خيبة أملها من موسم بلا مجد.