الأكثر مشاهدة

لأول مرة في العالم.. خط بحري كهربائي بالكامل بين قارتين.. إفريقيا وأوروبا

انطلقت اليوم من طنجة صفحة جديدة في تاريخ النقل البحري بين المغرب وإسبانيا، وذلك بالإعلان الرسمي عن المشروع الأوروبي المغربي الجديد لتشغيل الخط البحري الرابط بين ميناء طنجة المدينة وميناء طريفة جنوب إسبانيا، في صفقة تمتد لخمس عشرة سنة، وتعد بتغيير جذري في تجربة السفر البحري عبر مضيق جبل طارق.

الشركة الفائزة بالمناقصة الأوروبية، والتي شرعت منذ أسابيع في تشغيل الخط، كشفت أنها التزمت بتطوير هذا الخط من خلال استثمار استثنائي في بناء سفينتين كهربائيتين بالكامل، سيتم تسلمهما في أفق سنة 2027.

سفن صديقة للبيئة… وبدون شاحنات

السفن الجديدة ستعتمد بشكل كامل على الطاقة الكهربائية، من خلال بطاريات متطورة على متنها، تضمن عبورا خاليا من الانبعاثات، بلا ضجيج ولا اهتزازات، لتكون بذلك أول تجربة بيئية كاملة من نوعها على مستوى العالم لربط قارتين بطريق بحري أخضر.

- Ad -

الخاصية الثانية اللافتة في المشروع، هي أن هذه السفن ستكون مخصصة فقط لنقل المسافرين والسيارات الخاصة، دون شاحنات أو بضائع. الهدف من ذلك، بحسب المنظمين، هو ضمان الراحة التامة للركاب، وكذلك تقليص الضجيج والتلوث في الموانئ الحضرية الحساسة، خاصة بمدينة طنجة التي تستعد لاستقبال أعداد متزايدة من الزوار والسياح خلال السنوات المقبلة.

عبور في أقل من ساعة.. وطموح لبلوغ مليوني مسافر

المسافة الفاصلة بين طنجة المدينة وطريفة ستقطع في أقل من ساعة، بفضل التصميم الجديد للبواخر الخضراء، مع وعد بتقديم تجربة سفر فريدة تضع راحة الراكب في قلب كل التفاصيل.

وقد أكد المسؤولون أن ميناء طنجة المدينة، الذي يستقبل حاليا حوالي مليون وأربعمائة ألف مسافر سنويا، قد يصل إلى رقم غير مسبوق يبلغ مليوني راكب مع دخول البواخر الكهربائية حيز الخدمة.

المشروع ممول ومدعوم من طرف الاتحاد الأوروبي، ويندرج ضمن رؤية مستقبلية تهدف إلى تخفيض الانبعاثات في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز النقل البحري النظيف بين ضفتيه. كما أن السفن الجديدة يتم بناؤها وفق معايير دولية دقيقة، تراعي احترام البيئة البحرية وتحد من التلوث الضوئي والسمعي.

وسينجز المشروع بشراكة مع سلطات ميناء طنجة المدينة، التي أبدت تفاؤلها بهذا التحول، خاصة وأنه يتماشى مع طموحات المغرب في الانتقال الطاقي والنقل المستدام.

مقالات ذات صلة