في خطوة دبلوماسية غير مسبوقة، وجه البرلمان السنغالي دعوة رسمية إلى كل من رئيس البرلمان الموريتاني محمد بمب ولد مكت، وممثل البرلمان المغربي عبد الفاسي الفهري، من أجل المشاركة في جلسة اختتام الدورة العادية للبرلمان السنغالي المقررة يوم الإثنين 30 يونيو 2025 بالعاصمة داكار.
الحدث، الذي وصفه الإعلام السنغالي بأنه يحمل “رمزية استراتيجية كبيرة”، اعتبر مؤشرا واضحا على توجه دكار نحو بناء محور برلماني إقليمي جديد يضم قوى مؤثرة في شمال غرب القارة، وعلى رأسها المغرب وموريتانيا.
المصادر الإعلامية السنغالية لم تخف حماسها للخطوة، معتبرة أن حضور وفدين برلمانيين رفيعي المستوى من الرباط ونواكشوط يمهد لتأسيس شراكة برلمانية متعددة الأطراف، تتجاوز أطر العلاقات الثنائية، نحو تنسيق جماعي يعكس تطلعات شعوب المنطقة لمزيد من التعاون في مجالات الأمن والتنمية والاندماج الاقتصادي.
كما أشارت بعض التعليقات السياسية إلى أن هذا التقارب البرلماني الثلاثي قد يكون اللبنة الأولى في بناء تحالف مؤسساتي إفريقي يجمع بلدان ذات امتداد ثقافي وتاريخي مشترك، بهدف تأطير النقاشات حول تحديات الأمن الحدودي، والتكامل اللوجستي، ومشاريع البنية التحتية، وخلق آليات تشريعية قادرة على الدفع بتقارب حقيقي بين الشعوب.
المبادرة السنغالية، في عمقها، لا تعكس فقط رغبة في تعزيز التعاون، بل تحمل ملامح رؤية أوسع لدور البرلمانات كقنوات للدبلوماسية الموازية، التي تستطيع تجاوز القيود السياسية التقليدية وفتح مسارات جديدة للاندماج.
ويرتقب أن تشكل جلسة الثلاثين من يونيو في داكار، لحظة فاصلة في مسار العلاقات بين المغرب وموريتانيا والسنغال، وقد تكون منطلقا لتحالف إقليمي برلماني يضم لاحقا دولا مثل غامبيا وربما أخرى، في ظل حاجة متزايدة لإطار جماعي يعيد ترتيب أولويات التعاون في غرب إفريقيا.