الأكثر مشاهدة

رؤية نقدية لـ المشهد الإعلامي.. استغلال اسم للا حسناء للهجوم على وزيرة الانتقال الطاقي

في بلاد تسعى جاهدة نحو تعزيز مفاهيم الديمقراطية وترسيخ الحقوق والحريات،.. يظل هناك جزء من المشهد الإعلامي يحنو إلى الماضي، يستغل أي فرصة لتحقيق أهدافه،.. سواء كانت ذلك في إطار أهداف سياسية أو تحقيق مصالح معينة.

تجسدت هذه الظاهرة مؤخرا في هجوم صحفي غير موضوعي على وزيرة الانتقال الطاقي، ليلى بن علي،.. من قبل بعض الأقلام التي قررت استغلال أمور تافهة بهدف تشويه صورتها. هذه الهجمات تضمنت إدخال شخصية غير متورطة في الساحة السياسية وكواليسها،.. وتم إقحامها لتحقيق أغراض شخصية.

رغم أن البعض حاول استغلال لحظة تبادل التحية بين الأميرة للا حسناء والوزيرة ليلى بن علي لتوجيه انتقادات للأخيرة لا تتعلق بالمهنية، إلا أن هذا الهجوم كشف عن فراغ في التحليل والموضوعية. فقد اعتبر وضع يد الوزيرة فوق يد الأميرة أثناء المصافحة “إساءة”، فيما يعد ذلك تضليلا غير مبرر.

إن الإعلام الذي يريده المواطن، هو الذي يسعى إلى البحث الدقيق وتقديم تقارير مبنية على أداء الوزيرة والمشاريع التي تشرف عليها في قطاعها. يمكن العثور على العديد من المواضيع التي ربما يمكن الانتقاد فيها، مثل ملفات الطاقة المتجددة والتحديات التي تواجهها، أو التعثر في مجال التنقيب واستغلال الغاز. ولا يمكن تجاهل الجدل حول قضية لا سامير وتحقيق الشفافية فيها.

هذه الملفات الهامة ترتبط بشكل مباشر بأمن الطاقة للبلاد، والأموال الضخمة المستثمرة فيها والتي تأثر على المواطن المغربي مباشرة من خلال ضرائبه. لكن بدلا من ذلك، يفضل البعض التركيز على استغلال لحظات التواصل لتسوية حساباتهم الشخصية.

يرغمنا هذا السلوك في المشهد الإعلامي الوطني على التساؤل حول دور الإعلام في مواكبة الديمقراطية وتقديم تحليلات موضوعية للقضايا الهامة. هل يرغب بعض الكتاب في تحويل بلادهم إلى كوريا شمالية جديدة؟ علما بأن الصورة الحالية لهذا البلد قد تكون مختلفة تماما عن ما يحاول الإعلام الغربي ترويجه. فالحقيقة أمامنا ليست واضحة دائما، خاصة عندما نشهد تلاعبا في تقديم الوقائع أمام أعيننا.

أيوب الصابري

مقالات ذات صلة