في مشهد مأساوي هز مشاعر المغاربة على مواقع التواصل، توفيت الشابة المغربية المعروفة على منصة “تيك توك” بلقب “سلمى”، بعد مضاعفات صحية حادة نجمت عن عملية جراحية خضعت لها مؤخرا في إحدى العيادات الخاصة بمدينة إسطنبول التركية.
مصادر مقربة من الراحلة أكدت أنها اختارت الخضوع لعملية تحويل مسار المعدة في محاولة للتغلب على الوزن الزائد، وهو القرار الذي جاء ـ بحسب شهادات بعض صديقاتها ـ نتيجة ما كانت تتعرض له من تنمر مستمر، ما شكل ضغطا نفسيا رهيبا دفعها إلى اللجوء لحل جراحي محفوف بالمخاطر.
ما بعد العملية لم يكن سهلا، إذ بدأت حالتها الصحية في التدهور بشكل متسارع، حيث واجهت مضاعفات معقدة تقاسمت بعض تفاصيلها المؤلمة مع متابعيها في فيديوهات مؤثرة صورت من داخل غرفة العلاج. وقد ظهرت سلمى وهي ترقد في سرير المستشفى بملامح مرهقة وصوت خافت، الأمر الذي أثار تعاطفا واسعا لدى جمهورها، الذين لم يتصوروا أن يكون ذلك وداعا غير مباشر.
وفاة الشابة الشابة خلفت طفلا صغيرا، ما ضاعف من وطأة الحزن الذي عم بين أصدقائها، متابعيها، وكل من تابع قصتها منذ بدايتها. وانطلقت على إثر الحادثة موجة من التدوينات والتعليقات المؤثرة، عبر فيها كثيرون عن ألمهم وصدمتهم، ووجهوا دعوات بالرحمة والمغفرة لها.
جدل حول العيادات التركية والمؤثرين الذين يروجون لها
حادثة سلمى فتحت من جديد نقاشا حساسا حول ما يعرف بـ”السياحة الطبية”، خصوصا في تركيا، حيث يلجأ عدد كبير من المغاربة، وخصوصا الشابات، إلى عمليات تجميل أو تخسيس دون ضمانات واضحة حول جودة الرعاية الطبية أو تأهيل الطاقم المعالج.
وتزداد المخاوف حين يكون اللجوء إلى تلك العيادات نتيجة حملات ترويج غير مدروسة من قبل مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، يروجون للمصحات والعمليات الجراحية بمحتوى دعائي لا يأخذ بعين الاعتبار المعايير الطبية أو المخاطر المحتملة.
كما أن تجربة سلمى سلطت الضوء على تأثير التنمر الإلكتروني وضغط الصور المثالية المنتشرة على المنصات، والتي تدفع العديد من الشباب إلى اتخاذ قرارات خطيرة على حساب صحتهم الجسدية والنفسية.