الأكثر مشاهدة

موريتانيا ترفض الانضمام إلى الاجتماع الثلاثي

رفضت موريتانيا الانضمام إلى تحالف مغاربي ثلاثي الذي يشمل، إلى جانب الجزائر، كل من تونس وليبيا. كان هذا الرفض نتيجة لاجتماع . عقد بمبادرة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بعد القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر.

تفسر بعض التحليلات هذا الرفض كتجنب من قبل موريتانيا للانخراط في ما يمكن وصفه بـ”مؤامرة ضد المغرب”. يأتي ذلك خاصة بعد استبعاد المغرب من الاجتماع بمبادرة من الجزائر،.. حيث يستمر الإعلام الموالي للجزائر في الترويج لهذا الاجتماع.

يظهر الموقف الموريتاني من “التكتل الثلاثي”،.. الذي يعتبره بعض المحللين محاولة فاشلة للجزائر لإقامة اتحاد مغاربي دون المغرب،.. كمصدر للتساؤلات لدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وقد دفع ذلك إياه إلى الاتصال بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لمناقشة مسائل وقضايا ذات طابع إفريقي متعلقة باللقاء الثلاثي، وذلك وفقا للبيان الصادر عن الرئاسة الجزائرية.

قال الأستاذ عبد العالي بنلياس،.. الذي يشغل منصب أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، إن تحركات الجزائر في المنطقة المغاربية لا يمكن فهمها إلا من خلال النظر إلى المبادرات المغربية على المستويين الإقليمي والقاري.

و اعتبر بنلياس أن إعلان اجتماع ثلاثي بين قادة الجزائر وتونس وليبيا فوق الأراضي الجزائرية يشكل “محاولة من الجزائر لخلق محاور على المستوى المغاربي ولجذب دول جديدة إلى محورها وسياستها على الصعيدين الإقليمي والإفريقي للتأثير على المبادرة التي أطلقها المغرب فيما يتعلق بالتعاون بين دول الساحل الأطلسي وفتح المجال في الوقت نفسه على الدول غير الساحلية للاستفادة من الدينامية التجارية والاقتصادية لهذه المبادرة”.


أسباب رفض موريتانيا المشاركة في التكتل الثلاثي

وأشار بنلياس إلى أن “خلق تنظيم إقليمي جديد على أنقاض اتحاد الدول المغاربية هو محاولة لمعاكسة إحدى الدول الأساسية التي شهدت ميلاد اتحاد المغرب العربي،.. وهو المغرب”. وأوضح أن غياب موريتانيا عن الاجتماع الثلاثي يمكن أن يكون نتيجة “عدم رضاها عن إعلان موت مشروع الاتحاد المغاربي الذي تأسس منذ سنة 1989 ورفضها أن تكون طرفا في ذلك،.. ومقاومة للضغوطات المستمرة التي تتعرض لها من لدن السلطات الجزائرية للاصطفاف بجانبها في مختلف المبادرات؛ وفي مقدمتها المبادرات التي تستهدف المغرب”.

إقرأ أيضا: رئيس وزراء مالي يصعد هجومه على الجزائر

وفقا للأستاذ عبد العالي بنلياس،.. يظهر الاجتماع الثلاثي بين قادة الجزائر وتونس وليبيا فوق الأراضي الجزائرية كونه “موجها للاستهلاك الإعلامي والتسويق السياسي”،.. حيث تسعى هذه الدول لتحقيق شرعية داخلية في ظل ظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الغير مستقرة. يشير إلى أن هذا الاجتماع يأتي في إطار سعي هذه الدول للتأثير على المبادرات المغربية في المستويين الإقليمي والإفريقي.

من جانبه، يرى أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات أن الجزائر ترغب في استعادة هيبتها الدبلوماسية والتأثير في المحيط القريب، ولكن هدفها الرئيسي يتمثل في محاصرة التفوق والنجاح المغربي. يرى أن هذا السعي لا يتعلق بأهداف تنموية أو اندماجية،.. بل يتعلق بالتنافس والتأكيد على وجودها بعيدا عن التعاون البناء. يؤكد أن الدبلوماسية الجزائرية تتسم بالأبوية والحضانة، حيث تسعى لجعل موريتانيا وليبيا وتونس جزءا من استراتيجيتها دون ترك مجالا لشركائها للتدخل أو التفاعل بحرية، بهدف تحقيق مصالحها الخاصة.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة