أظهرت النتائج الرسمية لامتحانات الباكالوريا لعام 2024 تفوق ملحوظ للإناث على الذكور في التعليم العمومي والخصوصي. من بين 245,881 تلميذا وتلميذة اجتازوا الدورة العادية، بلغ عدد الإناث الناجحات 143,366، ما يعادل نسبة 72% من مجموع المتمدرسات اللواتي اجتزن هذه الاختبارات، بينما وصلت نسبة النجاح لدى الذكور إلى 62.6%.
هذه الأرقام الصادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تؤكد التفوق المستمر للإناث في الأداء الأكاديمي، مما يعكس تغييرا في النظام التعليمي بالمغرب. وأوضح علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع في تصريح لـ “كيفاش”، أن هذا التفوق ليس وليد اللحظة بل هو نتاج سنوات من العمل والتطور في التعليم، حيث أصبحت الفتيات تتصدرن قوائم النجاح بانتظام.
أشار الشعباني إلى أن النظام التعليمي في المغرب بدأ يولي اهتماما متزايدا بتعليم الفتيات، مما ساهم في تحقيقهن لنتائج متميزة. وقال: “في السابق، كانت الفتاة المغربية تعاني من قلة فرص التعليم، لكن مع التدخلات الحقوقية والدولية، أصبح تعليم الإناث أولوية سواء في المدن أو القرى.”
وأضاف الشعباني أن الفتيات، بعد حصولهن على فرص التعليم المتأخرة،.. أصبحن مصممات على إثبات جدارتهن وتفوقهن مقارنة بزملائهن الذكور. ويتوقع أن يستمر هذا التفوق في المستقبل، مما سيؤدي إلى تأثيرات مهنية واقتصادية وثقافية كبيرة،.. تساهم في تعزيز آفاق الحداثة والتحديث في المملكة المغربية.
هذا التوجه يعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المجتمع المغربي،.. حيث تلعب الفتيات دورا محوريا في دفع عجلة التقدم والتنمية. ومع استمرار دعم النظام التعليمي وتحفيز الفتيات على التفوق،.. يبدو أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص والتحديات الجديدة للجيل القادم من الشابات المغربيات.
غير أنه وفقا لخبراء، فإن تفوق الإناث في نتائج الباكالوريا يعكس مجموعة من العوامل المعقدة والمتعددة،.. وليس مجرد مؤشر على الذكاء الفطري أو الكفاءة المطلقة مقارنة بالذكور. فالتعليم هو عملية شاملة تتأثر بالعديد من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية،.. ويجب النظر إلى هذا التفوق في سياق أوسع يشمل جميع هذه الجوانب.