في مشهد يحمل بصمات الحنكة والتحري الدقيق، نجحت عناصر الدرك الملكي في فك لغز عصابة متمرسة في سرقة الأغنام، بفضل يقظة وجرأة فلاح بسيط. ففي قرى هادئة حول فاس، حيث يتنفس الناس عبق الحياة الريفية البسيطة،.. انتشرت موجة من القلق بعد أن توالت حوادث سرقة المواشي، محولة الليالي الهادئة إلى كوابيس يقظة للمزارعين.
البداية كانت ليلة الخميس،.. حينما اكتشف صاحب ضيعة صغيرة في عين تاوجطات أن عجله الصغير قد اختفى. وبدلا من الاستسلام لليأس،.. قرر الفلاح اتباع أثر المجرمين بنفسه. وبعد ملاحقة حثيثة،.. قادته خطواته إلى جماعة عين البيضاء القروية،.. حيث وقعت عينه على المشهد المريب: دراجة ثلاثية العجلات تحمل ما لا يخفى على عارف بالأمور.
في تلك اللحظة الحاسمة،.. أبلغ الفلاح عناصر الدرك،.. الذين بادروا بالتدخل الفوري. وما هي إلا لحظات حتى كانت يد العدالة قد امتدت لتوقف المشتبه فيهما،.. شقيقين من ذات الجماعة. الشقيقان،.. اللذان عرفا بين الناس كمجرد بائعي مواد غذائية،.. كان لهما وجه آخر مظلم،.. فقد دأبا على استغلال أوقات ما بعد العمل لتنفيذ عمليات سرقة الأغنام محكمة،.. مستهدفين ضيعات بعين الشكاك وتاوجطات،.. ومناطق أخرى في ضواحي فاس.
ومع انكشاف الحقيقة،.. تحركت قوات الدرك نحو مرآب سري في عين البيضاء،.. لتكتشف هناك عشرات الرؤوس من الأغنام والأبقار التي كانت مسلوبة من أصحابها. تم استدعاء الضحايا الواحد تلو الآخر للتعرف على مواشيهم المسروقة،.. في لحظة امتزجت فيها دموع الفرح بعودة الضائع بألم التجربة المريرة.
إقرا أيضا : موكب زفاف ينتهي بفاجعة في تنغير
الشقيقان الآن في قبضة العدالة،.. حيث وضعا تحت الحراسة النظرية في مخفر الدرك،.. بإشراف من النيابة العامة. ومع تعميق التحقيق،.. ينتظر الجميع كلمة القضاء في هذه القضية التي ستظل محفورة في ذاكرة سكان تلك القرى،.. كتذكار منصف للعدالة التي لا تغفل،.. وإن طال الزمن.