وقع المكتب الوطني للسكك الحديدية اتفاقية استراتيجية مع شركتي “هيونداي روتيم” الكورية الجنوبية و”كورايل”، تهدف إلى تعزيز قدرات البنية التحتية للسكك الحديدية عبر توفير تقنيات حديثة وتدريب فرق مغربية متخصصة. هذه المبادرة تأتي في إطار التعاون المشترك بين المملكة المغربية وكوريا الجنوبية لتعزيز التبادل المعرفي والخبرات الفنية في قطاع السكك الحديدية.
تصل قيمة الاتفاقية الموقعة بين المغرب وكوريا الجنوبية إلى 2,200 مليار وون كوري (ما يعادل حوالي 1.5 مليار يورو)، وتشمل تزويد المغرب بمجموعة من القطارات. ولكن، ما يميز هذا العقد ليس فقط توريد المعدات الحديثة، بل يشمل أيضا الجانب الاستراتيجي الذي يتعلق بنقل الخبرات الفنية والتقنيات الخاصة بالصيانة. تهدف هذه الخطوة إلى تمكين المغرب من تطوير قدراته في مجال صيانة القطارات بشكل مستقل.
نقل المعرفة لتعزيز الكفاءات المحلية
من خلال هذا التعاون، ستقوم الشركات الكورية بتوفير برنامج متكامل لتدريب الفنيين المغاربة. كما سيشمل هذا التكوين تدريبات متخصصة حول كيفية صيانة القطارات،.. من العمليات اليومية البسيطة إلى الإجراءات الأكثر تعقيدا، وذلك بهدف تطوير الكفاءات المحلية وتعزيز الاستقلالية في تدبير العمليات الصيانية بشكل مستدام. هذا البرنامج كان محط إشادة من السلطات المغربية التي تسعى إلى إدارة شبكة السكك الحديدية المغربية بطريقة مستقلة وآمنة.
وقد حققت كوريا الجنوبية إنجازا مهما من خلال فوزها بهذا العقد الكبير في المغرب،.. في وقت تسعى فيه إلى تعزيز مكانتها كقوة صناعية في قطاع السكك الحديدية العالمي. وقد تواجهت كوريا مع منافسة شرسة من دول أوروبية وعالمية مثل فرنسا، إسبانيا، والصين. ومع ذلك، نجحت كوريا في تقديم عرض متكامل يركز على التدريب ونقل التكنولوجيا،.. مما جعلها الخيار المثالي لإدارة هذا المشروع الضخم.
وتأتي هذه الاتفاقية في إطار خطة تطوير شاملة لقطاع السكك الحديدية في المغرب،.. تتضمن توفير 904 قطارات جديدة بما في ذلك قطارات عالية السرعة قادرة على بلوغ سرعة 320 كم/ساعة. يهدف المغرب من خلال هذه المشاريع إلى تحسين جودة النقل السككي في البلاد،.. تماشيا مع تطلعاته لاستضافة كأس العالم 2030،.. حيث سيكون المغرب شريكا في استضافة البطولة مع إسبانيا والبرتغال.