تشهد العاصمة الهولندية أمستردام هذا الأسبوع حدثا اقتصاديا غير مسبوق، حيث تحط بعثة مغربية تضم أكثر من عشرين منتجا وشركة تنشط في مجال القنب الهندي، في إطار مهمة عمل ترعاها الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، بهدف دفع عجلة التعاون التجاري بين المغرب وهولندا وتوسيع فرص الشراكة في هذا القطاع الذي يشهد نموا متسارعا عالميا.
ويقود هذه البعثة مدير الوكالة، محمد الكرّوج، الذي أكد أن هذه المبادرة تشكل فرصة لعرض خبرة الشركات المغربية وإبراز قدراتها الإنتاجية والتقنية أمام فاعلين هولنديين وأوروبيين، من خلال برنامج عمل يتضمن جلسات تعريفية وعروضا تفصيلية لأنشطة المشاركين، إلى جانب لقاءات ثنائية مباشرة لبحث إمكانيات التعاون المشترك.
وقد وجهت الدعوة إلى المستثمرين والمهنيين في هولندا للتسجيل والمشاركة في هذه اللقاءات، التي ينتظر أن تفتح الباب أمام اتفاقيات تجارية ومشاريع مشتركة، بما يعود بالنفع على اقتصاد البلدين.
توقيت هذه الزيارة يكتسب دلالة خاصة، إذ يأتي بعد أيام قليلة من انتهاء فترة السماح المؤقتة لتداول الحشيش غير القانوني في إطار التجربة الهولندية المنظمة للقنب، والتي أغلقت رسميا في الأول من شتنبر 2025.
وكانت مجموعة المبادرة لاستيراد القنب القانوني في هولندا قد اقترحت قبل ذلك، إدماج القنب المغربي المنتج وفق الضوابط القانونية في التجربة الهولندية، مع توفير آليات تضمن الفحص المخبري للمنتوج، وتخزينه في مراكز مؤمنة، ونقله وفق معايير السلامة المعتمدة.
هذه الخطوة المغربية في قلب أوروبا تعكس توجها استراتيجيا لفتح أسواق جديدة، وتحويل القنب القانوني إلى رافعة اقتصادية، مع مراعاة الأطر التنظيمية التي تحكم هذا النشاط على الصعيدين الوطني والدولي.