لم تمنع التحذيرات المتكررة من السلطات الموريتانية عددا من المنقبين عن الذهب من اقتحام المنطقة العازلة بالصحراء الغربية، وهي منطقة مشتعلة عسكريا وتخضع لمراقبة صارمة من قبل القوات المسلحة الملكية المغربية. الحصيلة هذه المرة كانت ثقيلة، بعدما استهدفت طائرة مسيرة مغربية سيارتين في منطقة “گارزرز”، يوم الخميس، حسب ما أكد مصدر موريتاني.
المصدر تحدث عن قصف نفذته القوات المغربية ضد أهداف تتحرك داخل منطقة تعتبرها الرباط شديدة الحساسية أمنيا، خاصة مع تزايد الأنباء عن تواجد مسلحين ومخربين يتخفون في زي منقبين مدنيين. المعلومات لا تزال شحيحة، لكن بعض التقارير تشير إلى احتمال وجود عناصر تابعة لجبهة البوليساريو ضمن من طالتهم الضربة.
في المقابل، تشهد نواكشوط تحركات مكثفة لمحاصرة الظاهرة، حيث التقى وزير المعادن والصناعة الموريتاني بممثلي الاتحاد العام للمنقبين المحليين لمناقشة فوضى التنقيب العشوائي، وحذر من خطورة استمرار تسليم التراخيص في مناطق حساسة. اللقاء شدد على ضرورة وقف ما سماه بـ”تطفل الأجانب”، في إشارة إلى عناصر قادمة من خارج الحدود تستغل من طرف شبكات مشبوهة.
الحدود الشمالية الشرقية لموريتانيا تحولت بدورها إلى منطقة استنفار، بعدما أوقفت وحدة عسكرية موريتانية، قبل ثلاثة أيام، قافلة من سيارات “صحراويين” كانوا يحاولون دخول البلاد انطلاقا من الجزائر، بتصريحات صادرة عن سلطات تندوف، وهي وثائق لا تعترف بها نواكشوط.
رجال أعمال متهمون بتوريط فقراء موريتانيين في التنقيب المحظور
يذكر أن نفس منطقة “گارزرز” شهدت مطلع الشهر الجاري مقتل منقبين اثنين تحت النيران المغربية، ما دفع بوالي ولاية تيرس زمور إلى عقد اجتماع طارئ مع مختلف المتدخلين، وصف حينها بـ”الإنذاري”، لبحث طرق ردع كل من يغامر باجتياز الحدود صوب مناطق الخطر.
محمد محمود ولد الحسن، رئيس الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين، عبر في تصريحات صحفية عن قلقه من “تحول حلم الذهب إلى كابوس”، متهما رجال أعمال محليين بدفع منقبين فقراء نحو الهلاك مقابل أرباح سريعة، بينما تستمر السلطات في التغاضي عن فرض العقوبات.
الفاعل النقابي نفسه شدد على أن غياب قوانين زجرية قوية وضعف مراقبة الحدود يغذيان هذه الهجرة غير الشرعية نحو منطقة محفوفة بالموت، مطالبا بإصلاح جذري للقطاع وتحصينه قانونيا، حماية للأرواح وعلاقات الجوار الإقليمي.