استفاقت مدينة طنجة فجر الأربعاء على وقع حادثة مأساوية هزت سكان شارع مولاي علي الشريف، بعدما لقي رجل مسن مصرعه في طريقه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، إثر دهسه من طرف سيارة مخصصة لنقل العمال كانت تسير بسرعة جنونية فوق ممر الراجلين.
وحسب شهود عيان، فإن الضحية كان يعبر الشارع في هدوء تام لحظة وقوع الحادث، قبل أن تباغته السيارة وتصدمه بعنف، تاركة إياه ممددا على الأرض، بينما لاذ السائق بالفرار دون أن يلتفت إلى الضحية الذي فارق الحياة على الفور، متأثرا بإصاباته الخطيرة.
وقد تم نقل جثة الراحل إلى مستودع الأموات بمستشفى دوق دو طوفار، فيما باشرت المصالح الأمنية تحقيقاتها الميدانية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ملابسات هذا الحادث الذي أثار موجة غضب واسعة في صفوف سكان الحي.
لكن التطورات لم تتأخر طويلا، إذ أعلنت المصالح الأمنية صباح الخميس عن توقيف السائق المشتبه فيه بعد ساعات من البحث والتحري، وحجز السيارة التي استعملت في الحادث، وذلك بفضل كاميرات المراقبة التي وثقت لحظة الصدم والفرار.
كما تم استدعاء المسؤول المدني عن الشركة المالكة للمركبة من أجل الاستماع إليه في إطار البحث القضائي، بهدف تحديد كل المسؤوليات القانونية الممكنة، سواء تلك المرتبطة بالسائق أو بالجهة المشغّلة.
ويعرف الضحية بين سكان المنطقة بورعه ومواظبته على الصلاة في المسجد القريب من منزله، ما جعل الفاجعة تترك أثرا بالغا في نفوس الجيران وأبناء الحي الذين عبروا عن حزنهم العميق، مطالبين بتطبيق أقصى العقوبات في حق السائق، وتشديد المراقبة على سيارات نقل العمال التي أصبحت تشكل خطرا متكررا على حياة المارة، خصوصا في الساعات المبكرة من الصباح.
هذه الحادثة المروعة، التي وثقتها عدسات الكاميرات، أعادت النقاش مجددا حول سلامة ممرات الراجلين، ومدى احترام السائقين لقواعد السير، لتطرح أسئلة مؤلمة عن حجم الفوضى المرورية التي لا تزال تحصد الأرواح في شوارع المدن المغربية.