على الرغم من الجهود التي بذلتها السلطات الصحية في المغرب للقضاء على مرض السل، إلا أن الظاهرة شهدت عودة قوية في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت السيطرة عليه تحديا يهدد الصحة العامة بشكل كبير.
وفقا للأرقام الأخيرة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية، فإن 9 مغاربة يفارقون الحياة يوميا بسبب مرض السل، ويصاب في اليوم الواحد ما يقارب 96 شخصا بالمرض، سواء كان ذلك بإصابات جديدة أو حالات انتكاسية. وتشير الإحصائيات إلى تسجيل حوالي 35 ألف حالة إصابة سنويا في عام 2021، بمعدل حدوث يصل إلى 94 حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة، وتسبب هذا المرض في وفاة نحو 3300 شخص خلال العام نفسه.
ومن بين الأرقام المقلقة أيضا، أن شخصا واحدا من بين كل 10 حالات إصابة بالسل يفارق الحياة،.. وتسجل حالة وفاة واحدة من بين كل 5 حالات، مما يجسد خطورة المرض وتأثيره السلبي على الصحة العامة.
وأكد الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية،.. في ورقة علمية أن الانخفاض في حالات الإصابة بالسل في المغرب كان بطيئا جدا خلال الفترة من 2015 إلى 2021،.. حيث لم يتجاوز معدل الانخفاض 1 في المائة في السنة، وهو ما يعتبر عائقا كبيرا أمام تحقيق هدف القضاء على السل بحلول عام 2030.
وتشير الإحصائيات أيضا إلى أن الذكور يتعرضون للإصابة بالسل بنسبة تصل إلى 59 في المائة مقارنة بالإناث،.. وتتركز الإصابات بشكل كبير في الفئة العمرية للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما.
وتعد الأحياء المكتظة وهوامش المدن من أكثر المناطق عرضة للإصابة بالسل، و تتصدر جهة طنجة تطوان الحسيمة،.. والرباط سلا القنيطرة، والدار البيضاء سطات قائمة الجهات الأكثر تضررا من هذا المرض الخطير.
وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن معدل اكتشاف المرض وتشخيصه يبلغ حوالي 85 في المائة،.. مما يعني أن نحو 15 في المائة من المصابين بالسل لم يتم تشخيص حالاتهم بعد،.. ومن المثير للقلق أن نصف حالات الإصابة تشمل أعضاء غير الرئتين، مما يعكس تطورا خطيرا في تفشي المرض.