أعلن المغرب أمس توقيع اتفاقية تمويل بقيمة 134.7 مليون يورو لدعم برنامج إصلاح منظومة التعليم، وهو القرار الذي أثار جدلا واسعا في البلاد.
أبدى خالد الصمدي، الذي شغل سابقا منصب كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية، انتقادات حادة لهذه الخطوة، معتبرا أنها تشكل تهديدا لاستقلالية تدبير التعليم في المغرب. وأعرب عن استغرابه من توجيه القرض نحو دعم تعليم اللغة الفرنسية، في ظل الاعتبارات المتعلقة بالاكتساب اللغوي للتلاميذ.
وأوضح الصمدي في تصريحاته أن التركيز المفرط على التعليم باللغة الفرنسية يعد أحد الأسباب الرئيسية لزيادة معدلات الهدر المدرسي،.. ويؤثر سلبا على اكتساب التلاميذ للمهارات الأساسية.
كما انتقد استمرار تطبيق سياسة الهندسة اللغوية في المنظومة التربوية،.. مشيرا إلى أن ذلك يتعارض مع القانون الإطار الذي ينص على التناوب اللغوي بين اللغات الوطنية والأجنبية في تدريس المواد.
وختم الصمدي تصريحاته بالتأكيد على أن الحديث عن تعميم تدريس اللغة الإنجليزية يعتبر مجرد ورقة ضغط سياسية،.. مشددا على أنها ليست خيارا استراتيجيا في السياق التربوي بالمغرب.
إقرأ أيضا: سفير.. المغرب يتحول إلى الثقافة الإنجليزية بدلا من الفرنسية وهذا مفتاح تعزيز التعاون
إضافة إلى التعليقات النقدية التي أبداها خالد الصمدي، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل حادة من المواطنين المغاربة، حيث أعربوا عن انزعاجهم واستيائهم من توجيه التمويل نحو دعم تعليم اللغة الفرنسية، مشددين على ضرورة إصلاح التعليم بدعم الانتقال إلى اللغة الإنجليزية كوسيلة لتعزيز التعليم والتنمية في المغرب.
تفاعل المواطنون على مواقع التواصل بتعليقات تبرز أهمية تطوير التعليم باللغة الإنجليزية،.. لاسيما في ظل الأهمية المتزايدة لها في الساحة الدولية كلغة للتواصل والعلم والتكنولوجيا. وأكد البعض أن تكريس الفرنسية في التعليم يمثل عائقا أمام تحقيق التطور والتقدم في مجالات عدة،.. خاصة في ظل الانتقال السريع نحو العصر الرقمي والاقتصاد المعرفي.
بعض المعلقين أشاروا إلى أن الاستثمار في تعليم اللغة الإنجليزية يمكن أن يسهم في تعزيز قدرات الشباب المغربي وتمكينهم من التفاعل بفاعلية مع العالم الخارجي، مما يعزز مكانة المغرب على الساحة الدولية ويفتح أفاقا جديدة للتنمية والابتكار.