وسط أجواء مشحونة بالخوف والتوتر، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن حالة ارتباك وغضب في صفوف السكان ومسؤولي السلطات المحلية شمال إسرائيل، بعد اتهامات وجهت للجيش بالتستر على مخاطر الملاجئ المفتوحة التي نصبت لمواجهة صواريخ حزب الله، لكنها لا توفر الحماية الكافية في حال هجوم بالصواريخ الباليستية من إيران.
القيادة الأمامية في الجيش الإسرائيلي اعترفت، بشكل غير مباشر، بأن تلك الملاجئ المفتوحة لا تشكل وسيلة آمنة أمام قوة الدفع الهائلة التي تميز الصواريخ الإيرانية، بل قد تتحول إلى “مصائد موت”، في حال استخدام السكان لها وقت الهجوم.
ورغم إزالة التوجيه الرسمي باستخدام هذه الملاجئ، لم يتم إبلاغ السكان ولا رؤساء البلديات بذلك، ما خلق حالة من الفوضى. في مدينة عكا، عمد رئيس البلدية، عاميخاي بن شلوس، إلى نشر فيديوهات تحذيرية لسكانه، ودخل في مواجهة مباشرة مع وزارة الدفاع بعد شروعه في إغلاق الملاجئ المفتوحة حرصا على حياة المواطنين، خاصة في الأحياء التي لا تتوفر على بدائل حقيقية، كحي عكا القديمة الذي يقطنه حوالي 2500 شخص.
سكان محليون، مثل الشيخ محمد سالم، عبروا عن غضبهم قائلين: “لماذا كانت هذه الملاجئ صالحة خلال حرب لبنان والآن لم تعد كذلك؟ ولماذا نحرم نحن منها؟”
من جانبه، أعرب موشي دافيدوفيتش، رئيس منتدى مستوطنات خط التماس، عن قلقه من غياب أي تواصل رسمي: “لا أحد أخبرنا أن هذه الملاجئ لم تعد آمنة. وهذا تلاعب خطير بحياة السكان.”
في المقابل، بدأت بعض المدن المركزية بوضع ملاجئ مغلقة مزودة بأبواب فولاذية قادرة على مقاومة الشظايا والضغط الناتج عن الانفجارات، وهو ما أثار غضب سكان الشمال الذين طالبوا بالمساواة في الحماية.
وزارة الدفاع ردت بتأكيد أن الدخول إلى هذه الملاجئ يظل ممكنا عند الضرورة، بشرط عدم الوقوف أمام فتحاتها، ومع إغلاق الباب الحديدي إن وجد.
الارتباك السائد يكشف عن فجوة حقيقية بين التوجيهات الرسمية ومطالب السكان، في وقت تزداد فيه المخاوف من تصعيد إقليمي جديد قد تكون تبعاته قاتلة إذا استمرت هذه الفوضى التنظيمية.