انكشف وجه جديد لعالم الجريمة المنظمة في فرنسا، بعدما أطاحت الشرطة الفرنسية بشابين من مدينة ليون، لم يتجاوزا 18 و19 سنة، متورطين في جريمة اغتيال مدبرة على الطريقة المافيوية. الشابين لم يكونا سوى “قتلة مأجورين”، جندهم تاجر مخدرات فرنسي يدعى أنيس، كان وقتها معتقلا بسجن في المغرب في انتظار ترحيله إلى باريس.
الجريمة وقعت يوم 15 يناير الماضي، في منطقة “ليزي أوليس” بضواحي باريس، حين تم إطلاق النار على تاجر مخدرات يدعى جلال الشعبي، أثناء مروره بأحد الأزقة. جلال، الذي كان تحت مراقبة قضائية بسبب محاولة قتل سابقة عام 2019، قتل في نزاع دموي على من يتحكم في نقطة بيع المخدرات المحلية.
المعلومات التي حصلت عليها صحيفة “لو باريزيان” تشير إلى أن الشابين من ليون سافرا إلى المنطقة الباريسية قبل تنفيذ الجريمة، واتصلوا مباشرة بالمدعو “أنيس”، الذي يشتبه في كونه الممول والمخطط. هذا الأخير، بحسب مصدر مطلع على الملف، قد يكون استعان بشبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد القتلة مقابل مبلغ قدره 10 آلاف يورو.
رغم صغر سنهم، فإن القاتلين كانا معروفين لدى الشرطة بارتباطهم بتجارة المخدرات، والعنف، والسرقة. اعتقالهم تم بعد تحريات معقدة قادتها فرقة الجريمة بفرساي، وتم تقديمهم للنيابة العامة بباريس التي وجهت لهما تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
أنيس.. من باريس إلى السجن فالهروب ثم التوقيف بالمغرب
أما العقل المدبر، أنيس، فقد أثبت أنه ليس مجرما عاديا. بعد أن رصدته الشرطة في منطقة فال دو مارن، فر إلى إسبانيا، وهناك ابتلع هاتفا صغيرا لتضليل السلطات قبل أن يتم نقله إلى المستشفى.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت حين تمكن من الفرار مجددا، واختفى عن الأنظار حتى اعتقاله في مدينة الدار البيضاء بالمغرب يوم 12 يونيو، بينما كان يحاول الفرار إلى تونس بجواز سفر مزور. السلطات المغربية وضعته رهن الاعتقال في انتظار استكمال إجراءات تسليمه لفرنسا، المقررة قريبا.