شهد قطاع المجوهرات المغربي نموا استثنائيا خلال السنوات الأخيرة، حيث أظهر تقرير حديث صادر عن دار الصانع، التابعة لوزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن صادرات هذا القطاع سجلت معدل نمو سنوي متوسط بلغ 50% بين عامي 2019 و2023.
في عام 2023 وحده، ارتفعت صادرات المجوهرات المغربية بنسبة مذهلة بلغت 133% مقارنة بالعام السابق. ويرجع هذا النجاح إلى التوسع الدولي للقطاع وزيادة الطلب على الحلي المغربية التي تمزج بين التراث الثقافي والتصاميم المعاصرة.
تتميز المجوهرات المغربية بطابعها الفريد الذي يجمع بين الزخارف التقليدية واللمسات الحديثة. وتشهد الأنماط المستوحاة من التراث إقبالا واسعا، خاصة مع تصاعد شعبية الأسلوب الماكسيمالي الذي يعزز الهوية الفردية من خلال تراكم القطع المميزة.
وفقا لتحليل البصمة الرقمية الذي استخدم أداة “Digimind”، تم تسجيل مليون تدوينة حول المجوهرات على الإنترنت، منها 22,000 تدوينة خصصت للحلي المغربية. كما أظهرت بيانات التقييمات على مواقع التسوق الإلكتروني مثل Etsy وAmazon، رضا العملاء بمعدل 91%، حيث حصلت المنتجات المغربية على متوسط تقييم بلغ 4.7 من أصل 5.
أشار التقرير إلى أن معرض الدوحة للمجوهرات والساعات يعد من أبرز الأحداث الدولية التي تستقطب عشاق الحلي الراقية، مما يوفر فرصة للترويج للمنتجات المغربية على نطاق عالمي.
علاوة على ذلك، أظهر التقرير أهمية التوجهات الرقمية، حيث يساعد رصد وتحليل التدوينات على تقديم رؤى دقيقة للفاعلين في القطاع، مما يمكنهم من تعزيز استراتيجياتهم التجارية والتسويقية وزيادة تنافسيتهم في الأسواق الدولية.
يمثل قطاع المجوهرات المغربي أحد أبرز قطاعات الصناعة التقليدية التي تساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، بفضل الجمع بين التراث والابتكار. ومع الاهتمام العالمي المتزايد، يبدو أن هذا القطاع في طريقه لتحقيق المزيد من النمو والانتشار.