لم تكن أمسية الثلاثاء عادية بالقرب من المركز التجاري “سيتي مول” بمدينة طنجة. فبين عضة كلب وصراخ فتاة ودهس مروع لشاب، تحولت ساحة التسوق إلى مشهد سينمائي مرعب انتهى بسيارات إسعاف وصفارات شرطة.
الحادث، الذي وقع قبيل غروب الشمس، بدأ حين هاجم كلب فتاة كانت تقف غير بعيد عن المدخل الرئيسي للمركز، بحسب روايات شهود عيان. الكلب كان رفقة شابين داخل سيارة تحمل لوحة ترقيم أجنبية، في مشهد بات مألوفا بالمدينة، لكنه كاد أن يتحول إلى مأساة دامية.
بمجرد انتشار الفوضى، تحلق عدد من الشبان المتواجدين بعين المكان حول السيارة، في محاولة لتوقيفها إلى حين وصول عناصر الأمن. إلا أن السائق، بدلا من الامتثال، اختار الفرار، مقدما على دهس أحد المحتجين الذين وقفوا في طريقه، في واقعة هزت الشارع الطنجاوي.
الشاب الضحية نقل على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس في حالة وصفت بالمقلقة، فيما تم إسعاف الفتاة التي تعرضت للعض هي الأخرى. الحادث لم ينهَ عند هذا الحد، إذ تبين أن أحد الشهود التقط تسجيلا مصورا يوثق كامل تفاصيل الواقعة، بما في ذلك لحظة الاصطدام ولوحة ترقيم السيارة.
مصالح ولاية أمن طنجة دخلت على الخط، وفتحت تحقيقا قضائيا عاجلا تحت إشراف النيابة العامة، بهدف تحديد هوية الجناة وتوقيفهم في أقرب وقت ممكن.
الكلاب الشرسة.. ظاهرة بلا رقيب
هذا الحادث أعاد إلى الواجهة نقاشًا طالما أثير في طنجة ومدن مغربية أخرى: من يراقب اقتناء الكلاب الشرسة؟ ولماذا لا تفرض شروط صارمة على من يحملون هذه الحيوانات في الأماكن العامة؟ فالعديد من المواطنين، خاصة مرتادي “سيتي مول”، عبروا عن غضبهم من تكرار مثل هذه المواقف دون تدخل فعلي يردعها.
القانون المغربي، كما هو معلوم، يفرض قيودا على حيازة الكلاب الخطيرة، لكنه، للأسف، يطبق بانتقائية ويغيب عن مئات الشوارع التي تتحول في بعض الليالي إلى ساحة استعراض للحيوانات المفترسة.
بين فوضى اقتناء الكلاب، وتهور السائقين الذين لا يملكون أدنى حس بالمسؤولية، يدفع الأبرياء الثمن كل يوم، وحدها التسجيلات المصورة تنقذ الحقيقة من الضياع، ولو مؤقتا.