أطلقت لجنة تحقيق يرأسها مسؤولو عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي وسيدي مومن تحقيقا معمقا حول ظاهرة تسرب رغوة بيضاء كثيفة من قنوات الصرف الصحي، وسط تساؤلات حول مصدرها والمخاطر البيئية التي قد تشكلها. واستعانت اللجنة بمختبر علمي متخصص لتحليل هذه المواد وتقييم مدى خطورتها على البيئة والصحة العامة.
تتشكل اللجنة من ممثلين عن الشركة الجهوية متعددة الخدمات، وجماعة الدار البيضاء،.. ومقاطعة سيدي البرنوصي، بالإضافة إلى مصالح خارجية معنية بحماية البيئة ومعالجة المياه العادمة. الهدف الرئيسي من هذا التحقيق هو التعرف على طبيعة هذه المادة البيضاء التي اجتاحت قنوات الصرف، وتحديد الجهة التي تقف وراء تسريبها.
فرضيات حول تورط وحدات صناعية
في تصريح لجريدة “الصباح”، أوضح سعيد صابري، رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي،.. أن التحقيق يهدف إلى الكشف عن مصدر هذه التدفقات غير الطبيعية،.. مشيرا إلى احتمال تورط وحدات صناعية أو أفراد في التخلص العشوائي من مواد غير مطابقة للمعايير البيئية. وأضاف أن السلطات تتابع المسألة بجدية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تشكل تهديدا للبيئة والصحة العامة.
من جانبه، أعرب مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بقطاع النظافة،.. عن قلقه من المخاطر البيئية المرتبطة بهذه الظاهرة، محذرا من أن هذه الرغوة قد تتسرب إلى الساحل،.. مما قد يؤثر على النظم البيئية البحرية وصحة السكان الذين يرتادون الشواطئ القريبة. ودعا المسؤولون إلى تعزيز آليات المراقبة والتأكد من احترام المعايير البيئية في التصريف الصناعي.
التحقيقات تتجه نحو الوحدات الصناعية العشوائية
وفق مصادر من الشركة الجهوية متعددة الخدمات،.. فإن التحقيقات الأولية تشير إلى أن السبب المحتمل وراء هذه الظاهرة هو لجوء بعض الوحدات الصناعية العشوائية إلى استخدام شبكة التطهير السائل لتصريف مخلفات غير معالجة. وتؤدي هذه المواد إلى تفاعلات كيميائية داخل القنوات، ما ينتج عنه ظهور الرغوة البيضاء الغريبة.
ومع استمرار التحقيقات، تبقى السلطات المحلية مطالبة بتعزيز آليات الرقابة على الوحدات الصناعية واتخاذ إجراءات حازمة ضد أي جهة يثبت تورطها في تلويث البيئة والإضرار بالمصلحة العامة.