استفاقت ساكنة دوار بني عيسى بجماعة عبد الغاية السواحل، قيادة إكاون، بإقليم الحسيمة، على حالة طارئة أثارت قلق الساكنة، بعدما تعرض شاب في العشرينات من عمره للدغة أفعى زوال يوم السبت 14 يونيو الجاري، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى مدينة فاس.
الشاب، الذي تعرض للدغة بالقرب من محيط سكناه، تم إسعافه في مرحلة أولى داخل المركز الصحي المحلي، قبل أن تحال حالته إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، حيث خضع للعلاجات الضرورية بعد التأكد من استقرار وضعه الصحي.
الحادثة، التي لولا التدخل السريع لعائلته والطاقم الطبي لكانت لها عواقب وخيمة، جاءت لتعري مجددا هشاشة البنية الصحية في المناطق الجبلية بإقليم الحسيمة، وافتقار مراكزها الطبية للأمصال المضادة لسموم الأفاعي والعقارب، خاصة في فترة الصيف.
وتزامنا مع موجة الحر، التي تشهدها عدد من مناطق الريف، سجلت في الأيام الأخيرة عدة حوادث مشابهة، كان أبرزها في جماعة تمروت بإقليم شفشاون، ومنطقة بني جميل بإقليم الحسيمة، ما يطرح أسئلة ملحة حول مدى استعداد وزارة الصحة للتعامل مع هذه المخاطر الموسمية.
العديد من الأصوات المحلية نادت مرارا بضرورة توفير اللقاحات والمواد العلاجية المضادة للدغات الزواحف السامة في المراكز القروية والمستوصفات الجبلية، تفاديا لنقل الضحايا لمسافات طويلة نحو المستشفيات الكبرى.
ولعل هذا الحادث المؤلم يعيد إلى الواجهة الحاجة إلى إحداث وحدات متنقلة للرصد والتدخل في المناطق الوعرة، وضرورة توعية الساكنة المحلية بمخاطر الزواحف خلال فصل الصيف، خاصة في المناطق المأهولة بأسر تشتغل في الرعي أو الزراعة.