ينطلق رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز في جولة في الشرق الأوسط المنكوب بالصراع، حيث يضع بلاده نفسها في مكانة شبه حليفة لفلسطين. تأتي زيارته في أعقاب الصراع بين إسرائيل وحماس، ولكنها قد لا تكون زيارة عادية كزيارات الزعماء الأوروبيين الآخرين.
إسبانيا تحمل تاريخا قريبا من العالم الإسلامي، وتسعى الدولة بفعالية لدعم طموحات فلسطين داخل الاتحاد الأوروبي.
من المتوقع أن يدافع سانشيز عن هذا النهج خلال زيارته للمنطقة المتضررة من الصراع. ويعتزم سانشيز اللقاء برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إسرائيل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الضفة الغربية، ثم يتوجه إلى مصر للاجتماع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.
تتيح هذه اللقاءات لرئيس الوزراء الإسباني فرصة لتجديد دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وعقد قمة سلام عاجلة. تأمل إسبانيا في حل سياسي للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بناء على حل دولتين.
في خطاب ألقاه يوم الأربعاء الماضي، أكد سانشيز التزام حكومته بالعمل على اعتراف الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية، مما يعكس تعاطفه الواضح مع القضية الفلسطينية. كما دعا إلى وقف للقتل العشوائي للفلسطينيين،.. لكنه في نفس الوقت يعتبر الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر إرهابيا.
تأتي هذه المواقف في ظل توجيه الانتقادات للدول الغربية بسبب تأييدها المطلق لإسرائيل رغم جرائمها التي ترقى إلى إبادة جماعية حسب مبادئ القانون الدولي الإنساني. ويأمل سانشيز أن يكون لموقفه تأثيرا إيجابيا على الاتحاد الأوروبي.
إسبانيا والعالم الإسلامي
نظرا لقربها الجغرافي من منطقة المغرب الكبير،.. عززت إسبانيا علاقاتها مع الدول العربية خلال فترة دكتاتورية فرانكو التي استمرت من عام 1939 إلى عام 1975،.. بهدف تفادي عزلها في الغرب.
ومع ذلك، لم تكن العلاقات بين إسبانيا والدول العربية على ما يرام حتى عام 1986،.. حيث بدأت الدولة في إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل.
وكان هذا التأخير النسبي ناتجا عن التوترات التي نشأت نتيجة لمعارضة الدولة العبرية لانضمام إسبانيا إلى الأمم المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية، بسبب قربها من ألمانيا النازية.
وفي عام 1993، شهدت اتفاقيات أوسلو دورا هاما، حيث اعترفت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ببعضهما كجزء من عملية السلام.
على الرغم من ذلك، يظل الكثيرون يعتبرون إسبانيا داعمة للعرب بشكل عام.
في نهاية أكتوبر، اندلعت أزمة دبلوماسية صغيرة مع السفارة الإسرائيلية بعد تصريحات جدلية لوزير إسباني من اليسار تحدث فيها عن “إبادة جماعية مخطط لها” في غزة.
وعلى الرغم من دعم معظم دول أوروبا بقوة لإسرائيل،.. يشير إيسياس بارينادا إلى أن ذلك سيكون تحديا صعبا بالنسبة لسانشيز.
وأوضح بارينادا لوكالة فرانس برس: “من الصعب تصور أن يكون لدى إسبانيا القدرة على إعادة توجيه الموقف الأوروبي”،.. ولكنه يشدد على أنها “يمكن أن تساهم في إظهار وجود حساسيات متنوعة داخل الاتحاد الأوروبي”.