تسارعت وتيرة تحديث العتاد العسكري بالمغرب مع وصول دفعة جديدة من المركبات المدرعة الأمريكية M-ATV إلى الدار البيضاء، في خطوة تؤكد توجه القوات المسلحة الملكية نحو تجهيز وحداتها بوسائل أكثر تطورا وملاءمة للتهديدات الحديثة.
المركبات، التي تنتجها شركة Oshkosh الأمريكية، مصممة خصيصا لمقاومة الألغام والكمائن، وتستخدم على نطاق واسع في مناطق الصراع التي تعرف نشاطا لمجموعات مسلحة غير نظامية أو انتشارا كثيفا للعبوات الناسفة.
أكد خبير عسكري فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ”آنفا نيوز”، أن هذه الخطوة تندرج ضمن خطة محكمة لتعزيز القدرات التكتيكية للقوات المغربية، قائلا: “الـM-ATV ليست مجرد مركبة، بل أداة لحماية الجنود وتحقيق سرعة التدخل في بيئات شديدة الخطورة”، مضيفا أن هذه المركبات ستكون في خدمة وحدات الإنزال الجوي، والقوات الخاصة، ووحدات التدخل السريع التي أحدثت مؤخرا داخل الجيش المغربي.
هذه الآليات الجديدة تأتي لتكمل ما بدأه المغرب منذ سنوات باعتماد أسطول يفوق 2000 مركبة من نوع Humvee، لتكون الـM-ATV بمثابة الجيل الجديد الذي يرفع من مستوى الحماية والكفاءة في الميدان.
وتعزز أهمية هذه الصفقة في كونها، حسب المعطيات المتوفرة، تمت عبر “صندوق المشتريات الدفاعية الخاصة” (SDFA)، التابع للبنتاغون، ما يشير إلى طابعها الاستعجالي، وقد تكون استثنيت من الإجراءات المعتادة المرتبطة ببرنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS).
هذا النوع من المعاملات يتيح مرونة أكبر وسرعة في التوريد، دون الحاجة لمرور الصفقة عبر الكونغرس، وهي تفاصيل أكدتها تقارير تداولها خبراء عبر منصات رقمية منها X (تويتر سابقا).
ومع تصاعد التهديدات في محيط المغرب، سواء على الحدود أو في سياق المهام الأممية التي تشارك فيها القوات المسلحة الملكية، يصبح اقتناء عتاد يوفر حماية متقدمة من العبوات والطائرات بدون طيار أمرا لا يقبل التأجيل، بل ضرورة استراتيجية.
فالبيئة العملياتية أصبحت معقدة، ومعها تتزايد المخاطر المرتبطة بالكمائن، والألغام، والطائرات الانتحارية. من هنا، يبدو أن هذه الصفقة ليست مجرد تحديث للمعدات، بل رد تكتيكي حاسم على واقع عسكري متغير.