شهد اسم “محمد” إنجازا تاريخيا في المملكة المتحدة هذا العام، حيث أصبح الاسم الأكثر شيوعا بين المواليد الذكور في إنجلترا وويلز. ويرجع هذا التطور إلى الأهمية الثقافية والدينية الكبيرة للاسم بين العائلات المسلمة، التي تسمي أبناءها به تكريما للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بحسب البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، تفوق اسم “محمد” على “نوح”، الذي كان يحتل الصدارة منذ سنوات، وأصبح لأول مرة الاسم الأكثر استخداما في عام 2023. وجاءت هذه الطفرة بالتزامن مع زيادة ملحوظة في عدد السكان المسلمين بالمملكة المتحدة، ما يعكس التأثير المتزايد لهذه الجالية في المشهد الثقافي البريطاني.
في عام 2023، أطلق اسم “محمد” على 4661 مولودا ذكرا، مقارنة بـ 4177 في العام السابق. ورغم وجود اختلافات طفيفة في تهجئة الاسم مثل “محـمد” و”محماد”، إلا أن التهجئة “Muhammad” كانت الأكثر انتشارا، ما منحها المركز الأول.
إقرأ أيضا: هل بريطانيا آمنة للمسلمين؟ ارتفاع مخيف في الإسلاموفوبيا بنسبة 365%
على صعيد أسماء الإناث، حافظ اسم “أوليفيا” على الصدارة للسنة الثامنة على التوالي، حيث كان الأكثر تفضيلا في خمس من تسع مناطق بإنجلترا، بالإضافة إلى ويلز. وتلاه اسم “أميليا” في المركز الثاني، و”إيسلا” في المركز الثالث.
غير أن هذا التحول الديموغرافي لم يمر دون إثارة جدل في الأوساط السياسية والاجتماعية البريطانية. فقد دقت بعض الأصوات اليمينية ناقوس الخطر، محذرة مما وصفته بـ”التأثير المتزايد للهجرة” على الهوية الثقافية والديموغرافية للمملكة المتحدة. واعتبرت هذه الأصوات أن صعود اسم “محمد” يعكس تغييرات عميقة في تركيبة المجتمع البريطاني، قد تؤثر على الهوية الوطنية التقليدية.