الأكثر مشاهدة

بعد الهزيمة أمام المغرب.. مدرب تونس يهاجم واقع الكرة في المنطقة

انطلقت تصريحات سامي طرابلسي، مدرب المنتخب التونسي، من هزيمة فريقه أمام المنتخب المغربي (2-0) في ودية جمعت الطرفين على أرضية المركب الرياضي بفاس، لكن سرعان ما تحولت تصريحاته إلى تشريح واسع لواقع كرة القدم في العالم العربي، حيث وجه انتقادات لاذعة لضعف التكوين، وغياب الاستقرار داخل الأندية، وتراجع القدرة التنافسية في المسابقات القارية.

في الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، قال الطرابلسي إن أغلب فترات المباراة دارت في وسط الميدان، مع سيطرة نسبية للمنتخب المغربي بفضل تفوقه في الأطراف، مشيرا إلى أن المنتخب التونسي افتقر إلى النجاعة الهجومية، خاصة خلال الشوط الأول، وهو ما عكسه الفارق في الأداء والنتيجة.

أقر مدرب تونس بوجود أزمة هجومية داخل فريقه، قائلا: “نعاني من عقم هجومي واضح، عكس المغرب الذي يملك على الأقل أربعة مهاجمين من طراز رفيع”. كما عبر عن أمله في أن يتحسن الأداء مستقبلا، خصوصا في ظل اقتراب كأس أمم إفريقيا 2025، التي يعتبرها محطة حاسمة.

- Ad -

لكن الجزء الأبرز من تصريحاته لم يكن رياضيا محضا، بل حمل نقدا صريحا لمنظومة كرة القدم العربية. حيث قال: “باستثناء الدوري المصري ونادي الأهلي، أغلب الأندية العربية لا تحافظ على الاستقرار، ولا تصدر لاعبين للخارج، وهذا أحد أسباب التراجع القاري”.

وأبرز أن معظم الأندية “تبني من القمة لا من القاعدة”، في إشارة إلى انعدام التكوين الجاد للفئات الصغرى، رغم ما يرفع من شعارات حول الاحتراف.

المغرب والتكوين.. إشادة مشروطة

طرابلسي خص المغرب بجزء من حديثه، مشيدا بالنتائج التي يحققها على مستوى المنتخب الوطني، لكن تساءل في المقابل: “من هي الأندية المغربية التي تصدر لاعبين نحو أوروبا؟”. وأضاف أن الاعتماد في الغالب يكون على لاعبين من أبناء الجالية، في وقت لا تزال فيه البنية التكوينية ضعيفة محليا، سواء في المغرب أو تونس أو الجزائر.

في ختام تصريحاته، شدد طرابلسي على أن اللقاء ضد المغرب كان فرصة لتقييم المستوى، خاصة أمام منتخب يعتبر من أبرز المرشحين للظفر بكأس إفريقيا القادمة. لكنه ترك وراءه أيضا رسالة مباشرة مفادها أن المنتخبات لن تذهب بعيدا في ظل تراجع أنديتها، ما لم يحدث إصلاح حقيقي في قاعدة الهرم، لا في قمته.

مقالات ذات صلة