في تطور مفاجئ عرفته مدينة فاس مساء السبت، أوقفت مصالح شرطة الحدود بمطار فاس سايس كاتب مجلس جهة فاس–مكناس المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، مباشرة بعد وصوله إلى المغرب على متن رحلة جوية قادمة من إسبانيا، وذلك بناءً على مذكرة بحث وطنية صادرة في حقه.
ووفق ما أكدته معطيات دقيقة حصلت عليها “آنفا نيوز”، فإن توقيف المسؤول الجهوي جاء في إطار تحقيقات قضائية مستمرة تتعلق بملف الاتجار الدولي في المخدرات، وهو الملف الذي كان قد أسقط في وقت سابق عددا من المشتبه في تورطهم بشبكة واسعة الامتداد.
وفور تنفيذ عملية التوقيف، تم تسليم المعني بالأمر إلى الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بفاس، التي باشرت إجراءات البحث والتحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد مسارات تورطه المحتملة والعلاقات التي قد تربطه بباقي الموقوفين في هذا الملف المعقد.
التحقيقات الحالية تأتي بعد أشهر قليلة من استفادة المسؤول نفسه من السراح المؤقت، بموجب قرار سابق صادر عن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس. غير أن المستجدات الأخيرة في الملف دفعت إلى إعادة تفعيل مسطرة المتابعة، في سياق قانوني يؤكد تشديد المراقبة على القضايا المرتبطة بالاتجار الدولي بالممنوعات.
ويتابع الرأي العام الجهوي والوطني هذا الملف باهتمام بالغ، بالنظر إلى حساسية موقع الموقوف داخل هياكل الجهة، وما يمثله من رمزية سياسية داخل حزب الأحرار، في وقت تتواصل فيه الدعوات إلى تعزيز آليات الشفافية والمساءلة في تدبير الشأن العام الجهوي.
وبينما تواصل المصالح الأمنية تحقيقاتها المكثفة، ينتظر أن يتم تقديم الموقوف أمام القضاء فور انتهاء الأبحاث التمهيدية، في خطوة قد تكشف عن خيوط جديدة في واحدة من أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام بفاس خلال الأشهر الأخيرة.