أعلنت إدارة مسجد “بلال” الواقع في مدينة ألكمار الهولندية عن توقيف أحد أبرز أئمتها، المغربي الهولندي يوسف مصيبيح، من مهامه الدينية بشكل فوري، وذلك بعد مشاركته في زيارة رسمية إلى إسرائيل أثارت عاصفة من الجدل وسط الجالية المسلمة.
القرار، الذي جاء بسرعة لافتة، كان نتيجة مباشرة لزيارة قام بها الإمام مصيبيح إلى إسرائيل خلال الأسبوع الماضي، حيث التقى ضمن وفد يضم شخصيات إسلامية بارزة، بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ. اللقاء الذي جرى في سياق سياسي وديني مشحون، خلف ردود فعل متباينة داخل الأوساط الإسلامية، بين من اعتبره تجاوزا لمواقف المسلمين تجاه القضية الفلسطينية، ومن رأى فيه محاولة للانفتاح على حوار الأديان.
إدارة مسجد “بلال” بررت قرارها بتوقيف الإمام بأنه يهدف إلى “الحفاظ على وحدة الصف الداخلي للمسجد واحترام المبادئ التي تأسس عليها”، خاصة وأن المسجد يعد من بين الفضاءات الدينية الأكثر نشاطا في المدينة، وله رمزية كبرى لدى الجالية المغربية والمسلمة بشكل عام.
ورغم أن الإمام لم يصدر أي توضيح رسمي حتى الآن، فإن أصداء زيارته ما تزال تتردد بين صفوف المصلين، إذ انقسم الرأي العام داخل الجالية بين من عبر عن صدمته من الزيارة التي رأى فيها “تطبيعا غير مبرر”، وبين من دعا إلى التريث وعدم التسرع في الحكم، مشيرا إلى أن الحوار لا يعني بالضرورة الموافقة على السياسات الإسرائيلية.
هذا الحدث يعكس حجم الحساسية التي ما تزال تطبع علاقة المسلمين في أوروبا بملف الشرق الأوسط، ومدى تأثير القرارات الفردية للشخصيات الدينية في المجتمعات المحلية. كما يعيد إلى الواجهة النقاش حول حدود الدور الذي يمكن أن يلعبه رجال الدين في القضايا السياسية دون المساس بتماسك الجاليات ومرجعياتها الأخلاقية والدينية.


