أعلنت شركة التعدين الأسترالية “زيوس ريسورسز” عن استحواذها على مشروع “الدار البيضاء أنتيموان” الواقع في وسط المغرب، في خطوة تعكس تزايد الاهتمام الدولي بالثروات المعدنية للمملكة. يشمل المشروع ستة تصاريح استكشاف لمعدن الأنتيموان، تغطي مساحة إجمالية تبلغ 79 كيلومترا مربعا.
ويتمركز المشروع بالقرب من مدينة خريبكة، على بعد 42 كيلومترا شمال شرق المدينة، وعلى بعد 115 كيلومترا من الدار البيضاء، ما يمنحه موقعا استراتيجيا مع سهولة الوصول عبر الطريق الجهوية R311، الذي يربط بين وادي زم ومولاي بوعزة. وتشير الدراسات الجيولوجية إلى وجود تركيبات جيولوجية مواتية لتواجد الأنتيموان، خاصة في مناطق الفوالق والتشققات التي تتحكم في ترسبات هذا المعدن.
وجاءت هذه الصفقة بالتعاون مع شركة “أشغيل موروكو ليميتد”،.. وهي فرع تابع لمجموعة “أشغيل أستراليا” المتخصصة في مشاريع التنقيب بكل من المغرب، أستراليا ومنغوليا. وأوضحت الشركة أنها ستوفر دعما ميدانيا متواصلا لمساعدة وإدارة أعمال “زيوس” داخل المغرب، مستفيدة من خبرتها المحلية وشبكتها الواسعة في القطاع المعدني.
ويعد هذا المشروع امتدادا لسلسلة من عمليات التعدين الحرفي والدراسات الجيولوجية التي أجريت في المنطقة،.. حيث كشفت التحليلات عن وجود رواسب من معدن الستبنيت (كبريتيد الأنتيموان)،.. إلى جانب معادن أخرى مصاحبة. وتبقى التراخيص الممنوحة لهذا المشروع سارية المفعول حتى مارس 2026،.. ما يتيح أمام المستثمرين فرصة استكشاف إمكاناته الواعدة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل الطلب المتزايد على الأنتيموان في الأسواق العالمية،.. خاصة مع تزايد استخدامه في صناعة الألواح الشمسية وسلاسل التوريد العسكرية،.. ما يجعل الاستثمار في هذا المعدن خيارا استراتيجيا مربحا.
تجدر الإشارة إلى أن السوق المغربية للأنتيموان بدأت تجذب اهتمام الشركات العالمية،.. حيث أعلنت الشركة البريطانية “كريتيكال مينيرال ريسورسز” في ديسمبر الماضي عن أول عقد شراء لمعدن الأنتيموان عالي الجودة من مورد مغربي صغير،.. مؤكدة أن التجارة في هذا المعدن تعد ذات هامش ربح مرتفع مقارنة بغيره من المعادن.
هذا التوسع الدولي يعزز مكانة المغرب كوجهة رئيسية للاستثمارات التعدينية،.. مع تزايد الاهتمام العالمي بثرواته المعدنية واستراتيجيته الجيولوجية الطموحة.