تم الإعلان مؤخرا عن انطلاق مشروع “بير” الجديد، الذي يحظى بتمويل من الاتحاد الأوروبي ويمتد لفترة خمس سنوات في كوبنهاغن، بمشاركة 20 شريكا من سبع دول. يهدف المشروع إلى ضمان تأمين أوروبا بالخبرة والقدرات الضرورية لتطوير أنظم نقاط الرعاية المتقدمة،.. وتطبيق نماذج تنبؤية مستندة إلى الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
شكلت جائحة فيروس كورونا (سارس- CoV-2) أكبر صدمة عالمية منذ عقود،.. حيث أسفرت عن فقدان حياة الملايين وتسببت في تدمير الاقتصاد العالمي.
أظهرت هذه الجائحة التأثير الهائل للأوبئة والأمراض الوبائية،.. وفتحت نقاشا حول ضرورة اتخاذ قرارات أكثر شفافية وسرعة وتفكيرا متقدما فيما يتعلق بالتحضير والاستجابة. التكنولوجيا والنمذجة التي تقدم معلومات سريعة وموثوقة وفعالة من حيث التكلفة أصبحت ضرورية لتعزيز عمليات اتخاذ القرار والحفاظ على ثقة الجمهور.
يهدف مشروع “بير” إلى التركيز على التأهب لمواجهة الأوبئة، من خلال تقديم أداتين تفاعليتين مبتكرتين: “بان بوك وبان ريسك”.
تعتبر “بان بوك” أداة نقطة الرعاية الفورية للاكتشاف السريع لفيروسات الحمض النووي الريبي التنفسية،.. والتي يحتمل أن تكون وبائية في العينات البشرية والحيوانية والبيئية.
أما “بان ريسك” هو نموذج يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي،.. يقوم بمعالجة البيانات الميدانية من مصادر متاحة عبر الإنترنت مجانا، بالإضافة إلى نتائج الشركاء الخاصة.
ونتيجة لذلك، يستطيع تقدير مخاطر الوباء استنادا إلى توزيع المكان (رسم الخرائط الجغرافية) وأنماط الحدوث الزمني،.. بالإضافة إلى تطور الفيروس على مستوى الجينات والتحليل الحيوي للمعلومات.
تم اختيار هاتين الأداتين لتلبية احتياجات النموذج الشامل للاستجابة لانتشار الأمراض والمراقبة الجينية في منظمة “وان هيلث” الأوروبية.
سيتم تنفيذ أدوات “بير” والتحقق من صحتها من قبل المستخدمين البيطريين والسريريين في الدنمارك وفرنسا ولاتفيا وإيطاليا وإسبانيا. قال كارستن ثور كيركبي، منسق مشروع PAIR: “لقد جعلنا فيروس كورونا ندرك مدى إلحاح اعتماد نهج الصحة الواحدة من أجل الصحة العالمية،” معبرا عن طموح المشروع في تعزيز التأهب والاستجابة بشكل أفضل من خلال اتخاذ قرارات أفضل وتحسين التنسيق عبر المناطق والبلدان.
يستمر مشروع “بير” من يناير 2024 إلى دجنبر 2028، بتنسيق جامعة كوبنهاغن.