كشف مصدر مطلع لجريدة “آنفا نيوز” أن المغرب حسم فعليا ملف الحصول على مقاتلات “إف-35” الأمريكية الشبحية، ليكون بذلك أول بلد في إفريقيا يمتلك هذا النوع من الطائرات الحربية فائقة التطور. المصدر ذاته أكد أن الطائرات المنتظرة ستكون الأحدث في القارة، بما يمنح المملكة تفوقا جويا استراتيجيا لا يضاهى، لكنه امتنع عن تحديد العدد النهائي للمقاتلات التي سيتسلمها الجيش المغربي.
وفي موازاة ذلك، أوضح نفس المصدر أن هناك صفقة ضخمة أخرى تهم القوات البرية المغربية، يجري التحضير لها ضمن رؤية تسليحية طويلة المدى تمتد إلى حدود سنة 2030، وتهدف إلى تزويد الجيش المغربي بأحدث التقنيات والأسلحة في ميادين القتال الأرضي.
وتعزز هذه المعطيات ما نشره موقع “تايمز أيروسبيس” المتخصص، والذي أفاد أن المملكة المغربية تقترب من إتمام صفقة تاريخية لاقتناء طائرات “إف-35″، بعدما أعطت إسرائيل الضوء الأخضر للصفقة التي ظلت تعرقل لسنوات بفعل اعتبارات التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
وحسب ما كشفه الموقع ذاته، فإن الصفقة تشمل تسليم 32 طائرة مقابل مبلغ يناهز 17 مليار دولار، تغطي كلفة الشراء والتأهيل والصيانة، مشيرا إلى أن ممثلين عن شركة “لوكهيد مارتن” قدموا خلال معرض “إيديكس” بأبوظبي عروضا تفصيلية للوفد العسكري المغربي حول قدرات هذه المقاتلة.
هذا الاستثمار العسكري الضخم يتزامن مع حصول المغرب على دفعة جديدة من طائرات “إف-16 بلوك 72″،.. التي تشمل 25 طائرة بمواصفات متقدمة،.. مزودة بمحركات قوية من طراز Pratt & Whitney F100-229، ستبدأ عملية تسليمها خلال العام الجاري، بحسب التقرير.
المغرب يجهز طائرتي تجسس من طراز Gulfstream 550 بتعاون أمريكي-إسرائيلي
كما أن الطائرات القديمة من طراز F-16 التابعة للقوات الجوية الملكية يتم تطويرها إلى النسخة F-16V،.. المجهزة برادارات من نوع AESA ونظامي حرب إلكترونية متقدمين من شركتي Terma وL3Harris،.. بالإضافة إلى تجهيز طائرتي استطلاع من طراز Gulfstream 550 بتكنولوجيا إسرائيلية متقدمة.
ويشير التقرير إلى أن هذه التطورات المتسارعة في القدرات الجوية المغربية تثير قلق الجزائر،.. التي لجأت بدورها إلى اقتناء طائرات سوخوي Su-57 الروسية،.. دون أن تحقق التكامل التقني والعملياتي الذي يميز الرباط، وفق تعبيره.
ومع أن بعض الخبراء استبعدوا في وقت سابق قدرة المغرب على تحمل تكلفة طائرات إف-35 بسبب ميزانيتها المرتفعة،.. إلا أن المعطيات الجديدة تكشف عن تغيير استراتيجي عميق في عقيدة التسلح المغربية،.. يقوم على تحديث شامل وتكامل ذكي بين الأسلحة الجوية والبرية من أجل تحقيق عامل الردع،.. لوأد أحلام الأنظمة المارقة في المنطقة من إشعال الوضع الإقليمي.