في خطوة نحو مستقبل طاقوي مستدام وبلا حدود، تم تسجيل رقم قياسي جديد في مجال الاندماج النووي في فرنسا. وقد حقق مفاعل الاندماج WEST إنجازا استثنائيا بالحفاظ على البلازما عند درجة حرارة تقدر بحوالي 50 مليون درجة مئوية لمدة ست دقائق متتالية، مما يفتح أفاقا واسعة لتحقيق مصدر طاقة نووية نظيفة وغير محدودة.
تكمن أهمية هذا الإنجاز في إظهار القدرة المتزايدة للتكنولوجيا النووية على تحقيق التحول في مجال الطاقة. فبفضل استخدام عملية الاندماج النووي، يمكن توليد طاقة هائلة بشكل نظيف وفعّال، على عكس ما يحدث في الانشطار النووي الذي ينتج عنه إطلاق غازات دفيئة.
إقرأ أيضا: الاندماج النووي: هل يقرب مشروع ITER من الحصول على مصدر طاقة لا متناهية؟
تشير المعطيات العلمية إلى أن الاندماج النووي يقوم على عمليات مماثلة لتلك التي تحدث في قلب الشمس،.. حيث يتم دمج ذرات الهيدروجين لتكوين الهيليوم، مما ينتج عنه إطلاق طاقة هائلة. وتُظهر الدراسات أن كمية صغيرة من الوقود الاندماجي يمكن أن تولد كمية طاقة تزيد بمراحل عن تلك المتولدة من الفحم، دون إنتاج غازات دفيئة.
إن تحقيق مفاعل WEST لهذا الرقم القياسي الجديد يعد إنجازا هائلا في طريق البحث والتطوير نحو الاندماج النووي. لكن على الرغم من هذه الإنجازات، فإن تحقيق الهدف النهائي لتحقيق استقرار البلازما لفترات طويلة لا يزال يشكل تحديا كبيرا. ويعتمد النجاح المستقبلي للتكنولوجيا النووية على قدرتها على الحفاظ على هذا الاستقرار وتحقيق إنتاجية طاقوية عالية.
إقرأ أيضا: الاندمـاج النووي هو مصدر الطاقة الوحيد القادر على تشغيل الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي
علماء في مختبر فيزياء البلازما في برينستون يعملون بجد على تحقيق هذا الهدف،.. حيث يسعون إلى تطوير مفاعلات توكاماك الفعالة. ورغم تحديات التكنولوجيا والهندسة التي يواجهونها،.. فإن الاكتشافات والإنجازات التي يحققونها تشكل خطوات نحو تحقيق شمس اصطناعية على الأرض.
يعد الاندماج النووي بمثابة مفتاح لتحقيق مصدر طاقة نظيف وغير محدود، وبناء على هذا النجاح الجديد،.. يأمل العلماء في أن يتقدموا بخطى ثابتة نحو تحقيق هذا الهدف النبيل.