فجرت شكاية تقدم بها ربان طائرة كانت بصدد الهبوط في مطار مراكش المنارة، موجة من التحركات الرسمية العاجلة، بعدما لاحظ وجود مناطيد هوائية تحلق على ارتفاعات غير قانونية قرب منطقة الرحامنة، ما شكل تهديدا مباشرا للملاحة الجوية.
وزارة النقل واللوجستيك لم تنتظر طويلا، وقررت سحب التراخيص التي سبق أن منحتها مديرية الطيران المدني لثلاث شركات سياحية تنشط في هذا المجال بضواحي مراكش. القرار الصارم جاء في أعقاب تسجيل خروقات وصفت بـ”الخطيرة” تمس سلامة الطيران، وتضع حياة الركاب على المحك.
مصادر مطلعة أكدت لـ”آنفا نيوز” أن الجهات المعنية فتحت تحقيقا موسعا بتنسيق بين وزارة النقل واللوجستيك، وزارة الداخلية، والدرك الملكي، من أجل تحديد ظروف وتفاصيل هذه الخروقات. التحقيق يروم الوقوف عند أسباب التحليق خارج النطاق القانوني، وعدد المناطيد التي استخدمت بشكل يتجاوز الترخيص الممنوح.
التجاوزات لم تمر دون عقاب، إذ تواجه الشركات المعنية عقوبات متفاوتة بين التوقيف المؤقت لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وقد تصل إلى عام كامل، مع إمكانية سحب التراخيص بصفة نهائية في حال ثبت تورطها في الإخلال بقوانين السلامة.
إقرأ أيضا: من ملاعب أوروبا إلى دفء البلاد.. حكيمي يحتمي بمراكش قبل نهائي الأبطال
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن هذه الشركات كانت تروج لخدماتها على نطاق واسع في منصات السفر العالمية، وتستقطب مئات السياح المغاربة والأجانب، خصوصا في منطقتي الحوز والرحامنة، حيث قد تصل تكلفة الرحلة الواحدة إلى 180 أورو للفرد، ما جعل هذا النشاط مجالا مغريا للاستثمار غير المنظم.
قرار الوزارة يندرج ضمن مساع رسمية لإعادة الانضباط إلى هذا القطاع الترفيهي، الذي رغم أهميته السياحية والاقتصادية، إلا أنه تحول في بعض الحالات إلى مصدر تهديد جدي بسبب التهاون في الالتزام بالقوانين والتراخيص.
المصادر ذاتها أكدت أن هدف السلطات هو إعادة هيكلة القطاع وتوفير إطار صارم للمراقبة، يوازن بين تشجيع الاستثمار وضمان سلامة المواطنين والسياح، خاصة أن هذا النوع من الأنشطة يعرف تصاعدا لافتا في الإقبال عليه خلال السنوات الأخيرة.