لفترة طويلة، تساءل البشر والفلاسفة عن أصل الحياة على كوكب الأرض. هل نشأت الحياة من تلقاء نفسها، أم جاءت من مكان آخر في الكون؟ تقدم فرضية البانسبيرميا إجابة مثيرة للاهتمام على هذا السؤال.
ماهي البانسبيرميا؟
تشير البانسبيرميا، التي تعني حرفيا “البذور في كل مكان”، إلى أن وحدات بناء الحياة، مثل الجراثيم أو جزيئات عضوية معقدة، منتشرة في جميع أنحاء الكون ويمكن أن تنتقل بين الكواكب والنجوم من خلال مركبات الفضاء مثل النيازك والمذنبات.
وقد ناقش الفلاسفة هذه النظرية لعدة قرون. ففي القرن الخامس قبل الميلاد، اقترح الفيلسوف اليوناني أناكساجوراس أن الحياة موجودة في كل مكان في الكون، وأنها تنتقل بين الكواكب كبذور.
ومع مرور الوقت، طور علماء الفلك والفيزيائيون هذه النظرية. في القرن التاسع عشر، على سبيل المثال، اقترح سفانتي أرينيوس أن الجراثيم المجهرية يمكن أن تنتقل عبر الفضاء بواسطة الضغط الإشعاعي من الشمس.
وفي الآونة الأخيرة، اقترح علماء فلك نظرية جديدة للبانسبيرميا، تركز على كيفية انتشار الحياة بدلا من طبيعتها. تشير هذه النظرية إلى أن الحياة يمكن أن تنشأ على كوكب واحد ثم تنتشر إلى الكواكب الأخرى عن طريق النيازك والمذنبات.
إقرأ أيضا: تلسكوب ناسا يلتقط صورا فريدة لسديم رأس الحصان: فتح النافذة على أسرار الكون
وإحدى الطرق لاختبار هذه النظرية هي البحث عن “بصمات حيوية” على الكواكب خارج المجموعة الشمسية. تشير هذه البصمات إلى وجود حياة، حتى لو كانت مختلفة تمامًا عن الحياة على الأرض.
قام فريق من علماء الفلك بتطوير اختبار إحصائي لتحديد الكواكب التي من المرجح أن تحتوي على حياة. ووجدوا أن بعض الكواكب تمتلك خصائص مشابهة للأرض، مما يشير إلى أنها قد تكون مواتية للحياة.
ومع ذلك، لا تزال نظرية البانسبيرميا مثيرة للجدل. يجادل بعض العلماء بأنها غير محتملة لأنها تتطلب من الحياة أن تنجو من ظروف قاسية في الفضاء لفترات طويلة من الزمن.
ومع ذلك، مع استمرار اكتشاف الكواكب خارج المجموعة الشمسية،.. يصبح من الممكن بشكل متزايد أن تكون الحياة موجودة في مكان آخر في الكون. وتقدم نظرية البانسبيرميا تفسيرا محددا لكيفية حدوث ذلك.