شهد شارع الحسن الثاني بالدار البيضاء، اليوم الأحد، نشاطا مكثفا للجرافات والشاحنات التي قامت بهدم مجموعة من المباني العسكرية. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود مكثفة تهدف إلى تحرير المساحة الضرورية لتوسعة حديقة الجامعة العربية، المشروع الذي يمثل أحد أبرز مكونات مخطط العمل البلدي 2023-2028.
يعد مشروع إعادة تهيئة حديقة الجامعة العربية جزءا أساسيا من استراتيجية مدينة الدار البيضاء التي تسعى إلى تعزيز الطابع الإيكولوجي للمدينة عبر زيادة المساحات الخضراء في مختلف أحيائها. وقد أعد فريق إدارة دار البلدية خطة متكاملة لتحرير جميع الأراضي العامة المحيطة بحديقة الجامعة العربية، بهدف إعادتها إلى رونقها التاريخي وتعزيز جاذبيتها.
أكد والي جهة الدار البيضاء سطات، محمد مهدية، دعمه الكبير لهذا المشروع، مما أسهم في تسريع وتيرة تنفيذ المخطط. ويهدف المشروع إلى إعادة الحديقة إلى حالتها الأصلية التي كانت عليها في بداية القرن الماضي، مع التركيز على فتح واجهاتها بشارع الزرقطوني لتعزيز اندماجها مع البيئة المحيطة بها.
إقرأ أيضا: الدار البيضاء.. مشروع مرأب تحت أرضي ضخم في حديقة جامعة الدول العربية
تشمل المباني العسكرية التي بدأت عملية هدمها صباح اليوم، تلك الواقعة على طول شارع الحسن الثاني،.. حيث تم إدراجها في قائمة المباني التي سيتم إزالتها لإفساح المجال أمام توسعة الحديقة. وتشمل القائمة أيضا القاعة الداخلية لقسم كرة السلة بنادي الوداد البيضاوي ومقر القيادة الجهوية للدرك الملكي، الذي من المتوقع أن ينتقل إلى مقره الجديد بشارع تادارت.
صرح مولاي أحمد أفيلال، نائب رئيس بلدية الدار البيضاء،.. قائلا: “لدينا جوهرة في قلب الدار البيضاء، وهي حديقة الجامعة العربية. إن إعادة ملكية هذه الأراضي إلى البلدية ستمكننا من إعادة الحديقة إلى حالتها الأصلية في بداية القرن الماضي.”
مشروع إعادة تأهيل بقيمة 100 مليون درهم
تمتد حديقة الجامعة العربية، التي تعد واحدة من أقدم الحدائق في الدار البيضاء، على مساحة إجمالية قدرها 30 هكتارا. وتشمل خطة إعادة التأهيل، التي تشرف عليها شركة التنمية المحلية “Casa Aménagement”،.. مجموعة من التحسينات التي تقدر تكلفتها بحوالي 100 مليون درهم. تتضمن هذه التحسينات ترميم جميع مناطق الحديقة، وإعادة توحيد شطري الحديقة، وإنشاء ملعب رياضي،.. ومناطق للعب، وتأهيل المساحات الخضراء، إضافة إلى إنشاء المقاهي والأكشاك ودورات المياه العامة.
كما تشمل الخطة استخدام تقنيات حديثة لترشيد استهلاك المياه والطاقة،.. مما يساهم في الحفاظ على الموارد البيئية وتعزيز الاستدامة.