الأكثر مشاهدة

بين الولاء للوطن والولاء للخارج.. وايحمان في مرمى الأسئلة الكبرى (فيديو)

من غير المقبول في مغرب اليوم، الذي استعاد عافيته الدبلوماسية، وأعاد رسم ملامح حضوره الإقليمي والدولي بقوة وثبات، أن يخرج علينا شخص مثل أحمد وايحمان بتصريحات عبثية، يخلط فيها بين مواقفه الشخصية المهزوزة، وأوهامه الإيديولوجية البائدة، وبين كرامة دولة كاملة تقودها مؤسسات شرعية ودبلوماسية وطنية تسهر على الدفاع عن سيادة البلاد ومصالحها العليا.

وايحمان، الذي لم يعرف له المغاربة موقفا واضحا في القضايا الوطنية الجوهرية، عاد مجددا ليصب جام غضبه على ما سماه بـ”البوريطية”، واصفا الدبلوماسية المغربية بالإفلاس، بل وذهب بعيدا باتهامها بنشر “التصهين”، دون أن يقدم دليلا واحدا يبرر به هذا الانزلاق اللفظي الخطير، والذي لا يمكن السكوت عنه.

وايحمان و”البوريطية”.. عندما يتحول الانفلات اللفظي إلى تهجم على الوطن

وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، ومنذ توليه المنصب، لم يكن يوما رجل مجاملات، بل كان دائما في الصفوف الأولى، يدافع باستماتة عن وحدة التراب الوطني، ويواجه خصوم المغرب بندية وصلابة. فهل أصبح الدفاع عن الوطن اليوم تهمة؟ وهل صارت الصرامة في حماية السيادة الوطنية سببا لمهاجمة الدولة من الداخل؟

- Ad -

إن ما تفوه به وايحمان لا يدخل في خانة حرية الرأي، بل هو تهجم صريح على الدبلوماسية الوطنية، وإهانة لمؤسسات الدولة، واستفزاز لمشاعر المغاربة، في وقت تتطلب فيه المرحلة رص الصفوف لا زرع الشكوك.

الأخطر من ذلك، أن وايحمان يعيد إنتاج نفس الخطاب الشعبوي الذي دأب عليه منذ سنوات،.. والذي يعطي الأولوية لقضايا خارجية لا تهم المغاربة، على حساب المصالح العليا للوطن،.. متجاهلا أن قوة أي موقف خارجي تنبع أولا من الصلابة الداخلية والوحدة الوطنية.

هل يعقل أن يتحدث عن السيادة الوطنية من يعتبر طهران وفنزويلا ودمشق قضاياه الأولى؟ وهل من الوطنية في شيء أن يطلق الأوصاف السوقية على دبلوماسية بلد يشهد لها بالكفاءة والفعالية في المحافل الدولية؟

لقد تجاوز وايحمان كل الخطوط الحمراء، وتصريحاته الأخيرة تستوجب مساءلة قانونية،.. ليس فقط لأنها مهينة لمؤسسات الدولة، بل لأنها تحرض بشكل مباشر على تقويض الثقة في المسار الدبلوماسي الوطني،.. وتقدم خدمة مجانية لخصوم المغرب.

كفى من هذا العبث الممنهج، وكفى من ازدواجية الخطاب. من أراد الاصطفاف خارج الإجماع الوطني، فليتحمل تبعات مواقفه. أما المغرب، فله دبلوماسيته، وله رجاله، وله مؤسساته التي تحظى بثقة شعبه وملكه.

مقالات ذات صلة