لطالما افترض العلماء أن الحضارات الفضائية، في حال وجودها، أكثر ذكاء بكثير من البشرية. بينما يتفق فريق من العلماء على هذا الافتراض، فقد أثبتوا أيضا أنهم أذكياء بما يكفي لتعقب هذه الكائنات الفضائية.
ابتكر فريق دولي من الباحثين، يتوزع بين السويد والهند والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، طريقة مبتكرة للبحث عن هياكل عملاقة معقدة خارج كوكب الأرض، والمعروفة باسم مجالات دايسون. بعد تدقيقهم في ملايين الأجسام الفضائية المحتملة، يعتقد العلماء أنهم حددوا سبعة من هذه الأجسام العملاقة الكامنة في الكون.
مجال دايسون هو إنجاز هندسي افتراضي، اقترحه الفيزيائي والفلكي فريمان جيه دايسون في عام 1960. تصور دايسون هذه الهياكل على أنها قذائف بحجم النظام الشمسي، تتكون من ‘سرب من الأجسام’ التي يمكنها السفر في مدارات مستقلة حول نجم، مثل شمسنا.
الفكرة تكمن في أن الفضائيين الذين يسيطرون على هذا المجال متعدد الأوجه سيستخدمونه لتسخير طاقة النجم لتلبية احتياجاتهم المتزايدة من الطاقة، والتي تتطلبها حضارة متقدمة تقنيا.
يعكس هذا البحث الطموح البشري الدائم لفهم الكون والبحث عن علامات على وجود حياة ذكية أخرى، مما يفتح آفاقا جديدة في علم الفلك والفيزياء. إذا تأكدت هذه الاكتشافات، فقد تكون خطوة هائلة نحو فهم أعظم أسرار الكون وحقيقة وجود حضارات أخرى.
مشروع “هيفايستوس” لاكتشاف بصمات حضارات فضائية
أعلنت مجموعة دولية من العلماء أنهم توصلوا إلى طريقة لاكتشاف البصمات التقنية لمجالات دايسون المحتملة، وأطلقوا على جهودهم اسم “مشروع هيفايستوس”، نسبة إلى إله النار والنحت اليوناني.
في بحث نشر في 6 مايو، شرح الفريق بقيادة ماتياس سوازو من جامعة أوبسالا السويدية كيفية تحليل البيانات التي تم جمعها بواسطة خريطة غايا للنجوم التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، بالإضافة إلى المسح الفلكي بالأشعة تحت الحمراء 2MASS، وتلسكوب الفضاء WISE التابع لناسا.
من خلال هذه المسوحات الثلاثة، قام الفريق بالتحقيق في حوالي 5 ملايين مصدر لبناء كتالوج لمجالات دايسون المحتملة. أوضحوا أنهم كانوا يبحثون عن مجالات مكتملة جزئيا تنبعث منها فائض من الأشعة تحت الحمراء.
وكتب سوازو وزملاؤه في ورقتهم البحثية: “ينبعث هذا الهيكل حرارة ضائعة على شكل إشعاع متوسط للأشعة تحت الحمراء، ومستوى اكتمال الهيكل يعتمد على درجة حرارته الفعالة”.
تكمن التحديات في أن العديد من الأجسام الطبيعية الأخرى، مثل السدم والمجرات الخلفية،.. تبعث أيضا كميات زائدة من الأشعة تحت الحمراء، مما يزيد من تعقيد عملية التحديد الدقيق لمجالات دايسون المحتملة.
مشروع هيفايستوس يمثل خطوة هامة في السعي لفهم أكبر أسرار الكون،.. وهو البحث عن علامات لحضارات ذكية أخرى قد تكون موجودة في الفضاء. إذا تأكدت هذه الاكتشافات، فقد تكون خطوة هائلة نحو اكتشاف حقيقة وجود حياة ذكية خارج كوكب الأرض.
العلماء يطورون تقنية جديدة لاكتشاف بصمات حضارات فضائية
أنشأ فريق من العلماء بقيادة ماتياس سوازو من جامعة أوبسالا السويدية “خط أنابيب متخصص” لتحليل البيانات واكتشاف مجالات دايسون المحتملة، تلك الهياكل العملاقة التي تفترض الحضارات المتقدمة استخدامها لتسخير طاقة النجوم.
ويقول الباحثون: “تم تطوير هذا الخط لتحديد المرشحين المحتملين لمجالات دايسون مع التركيز على اكتشاف المصادر التي تظهر تجاوزات شاذة في الأشعة تحت الحمراء والتي لا يمكن أن تعزى إلى أي مصدر طبيعي معروف”.
بعد تحديد قائمة أولية بالنجوم المرشحة، قام الفريق بتصفية هذه القائمة بناء على معايير متعددة،.. مثل انبعاثات H-alpha والتباين البصري والقياسات الفلكية. ونتيجة لذلك، قلصوا القائمة إلى 368 مصدرا، منها 28 مصدرا تم رفضها باعتبارها مزيجا،.. و29 مصدرا غير نظامية، وأربعة مصادر سديمية.
وفي النهاية، حدد الفريق سبعة مجالات دايسون محتملة فقط من أصل خمسة ملايين جسم أولي،.. معربين عن ثقتهم في شرعية هذه المجالات السبعة. وأوضحوا: “جميع المصادر هي بواعث واضحة للأشعة تحت الحمراء المتوسطة بدون أي ملوثات أو توقيعات تشير إلى مصدر طبيعي للأشعة تحت الحمراء المتوسطة”.
ومع ذلك، يعترف الفريق بأن هناك تفسيرات محتملة أخرى لهذه الانبعاثات، مثل وجود أقراص الحطام الدافئة حول النجوم المرشحة،.. وهي أقزام حمراء من النوع M. وفقا لموقع Universe Today، فإن أقراص الحطام حول الأقزام M نادرة جدا،.. مما يعزز احتمالية أن تكون هذه الأجسام مجالات دايسون حقيقية.
يعد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو فهم وجود حضارات ذكية في الكون،.. مما يفتح آفاقا جديدة في البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض.
العلماء يكتشفون سبعة أقزام من نوع M قد تكون مجالات دايسون
خلص فريق من العلماء إلى أن هناك سبعة نجوم قزمة من النوع M تظهر زيادة غير واضحة في الأشعة تحت الحمراء،.. تتوافق مع نماذج مجالات دايسون التي افترضوها. وأكد الباحثون أن متابعة التحليل الطيفي البصري يمكن أن يساعد في فهم هذه المصادر السبعة بشكل أفضل.
وأوضح الباحثون: “التحليلات الإضافية ضرورية بالتأكيد للكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذه المصادر”.
رغم أن هذه التحليلات الإضافية قد تكشف عن تفسيرات أخرى لهذه الانبعاثات،.. إلا أن هذه الخطوة تعد محورية في سعينا لفهم ما إذا كانت هناك حضارات فضائية متقدمة تستخدم تقنيات معقدة مثل مجالات دايسون.