الأكثر مشاهدة

ورزازات تبعث من جديد.. خطة إنقاذ سياحي بأكثر من 700 مليون درهم

تفتح صفحة جديدة في تاريخ مدينة ورزازات، التي طالها الركود لعقود، بعد أن وضعت السلطات السياحية برنامجا متكاملا لإعادة بعث هذه الوجهة الملقبة بعاصمة السينما المغربية، عبر ضخ استثمارات كبرى واستعادة بريق الفن السابع كمحفز رئيسي لجذب الزوار.

منذ سنة 2008، بدأت بوادر الانهيار تظهر على قطاع الفنادق بورزازات، إلا أن أزمة كورونا كانت القاصمة، حيث فقدت المدينة أكثر من 2000 سرير، أي ما يعادل 15% من قدرتها الاستيعابية، وأغلقت عدة مؤسسات أبوابها نهائيا. أسماء عريقة مثل فندق “ميركيور” و”رياض السلام” و”تشكا سلام” صارت جزءا من الماضي.

في مواجهة هذا الواقع، أطلقت الشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT) ما يشبه “خطة مارشال” لإنعاش القطاع الفندقي، تمثلت في إعادة تأهيل 50 مؤسسة فندقية بطاقة إجمالية قدرها 4500 سرير، بكلفة بلغت 25,5 مليون درهم، ذهبت 78% منها (أي 20 مليون درهم) للفنادق المصنفة ذات أربع وخمس نجوم، فيما خصصت 5 ملايين درهم للفنادق المتوسطة (1700 سرير)، و0,5 مليون درهم للمؤسسات الصغيرة (200 سرير فقط).

- Ad -

الفنادق المغلقة… نحو عودة تدريجية

الخطوة الأهم تمثلت في دعم استرجاع الفنادق المغلقة إلى دورة الحياة الاقتصادية، من خلال جذب مستثمرين جدد لشراء مؤسسات شهيرة سبق أن أغلقت، مثل “فندق أزغور”، “فندق كَرام”، “فندق النخيل”، وغيرهم. تم توفير دعم تمويلي عبر قروض بدون فائدة في إطار برنامج “كاب هوسبيتاليتي”، لتأهيل هذه المؤسسات وجعلها تنافسية من جديد.

هذه المشاريع من المرتقب أن تعيد للمدينة 2200 سرير جديد في الفترة الممتدة بين 2025 و2026، خاصة في الفئة المتوسطة والعالية الجودة، بتكلفة استثمارية إجمالية تفوق 700 مليون درهم.

ليس فقط أسرة.. بل محتوى ثقافي حي

لكن الخطة لم تقتصر على الإيواء، فقد خصص 100 مليون درهم لإحداث فضاءات ترفيهية وثقافية ذات طابع سينمائي. من بينها:

  • ساحة جامع الفن بفضائها التفاعلي لتفسير تاريخ السينما
  • ممشى القصبات في ساحة قصر تاوريرت
  • فضاء القصبة العالمية آيت بن حدو كمنصة فعاليات حية
  • استوديو ميستري، مشروع يجمع بين الواقع الافتراضي والسينما في فضاء ألعاب مغلق

وستحتضن هذه الفضاءات مهرجانات وكرنفالات كبرى خلال عامي 2025 و2026، في محاولة لربط الزائر بالتراث المحلي والفن السابع من خلال تجربة حية متعددة الحواس.

رقمنة شاملة للسياحة الواحية

ولتسهيل تجربة الزوار، تعمل SMIT على إحداث منصة رقمية تفاعلية لعرض كل المعطيات السياحية بورزازات،.. من أماكن الإقامة إلى تدفقات الزوار، مع نظام جغرافي لتتبع الرحلات والأنشطة. هذه المنصة ستتيح للمهنيين والمستثمرين فضاء مشتركا لتنظيم العرض السياحي وتنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص.

بحسب مصدر مسؤول من داخل SMIT، فإن هذا البرنامج الضخم يعكس تحولا استراتيجيا للمنطقة،.. ويضعها من جديد ضمن لائحة الوجهات الثقافية ذات الجاذبية العالية وطنيا ودوليا.

مقالات ذات صلة