في زيارة تعتبر الثانية خلال أسبوع لوزير إسرائيلي إلى الرياض، قام وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرعي من حزب الليكود، بزيارة إلى العاصمة السعودية صباح اليوم الأحد. الهدف من هذه الزيارة هو المشاركة في مؤتمر “اتحاد البريد العالمي” الذي يعقد في الرياض.
ويضم الوفد المرافق للوزير كرعي عددا من كبار المسؤولين في وزارة الاتصالات الإسرائيلية، بالإضافة إلى رئيس لجنة الاقتصاد في الكنيست، الليكودي دافيد بيتان.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية أن ممثلين عن سلطة البريد الإسرائيلية سيشاركون في المؤتمر عبر تطبيق “زووم”.
تأتي هذه الزيارة في سياق تصاعد التكهنات بشأن إمكانية تحقيق تطبيع دبلوماسي بين السعودية وإسرائيل. يشير السعوديون والإسرائيليون، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، إلى أن محادثات تجري حالياً من أجل تحقيق اتفاق تطبيع بين الرياض وإسرائيل.
كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أشار في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية إلى أن المملكة تقترب من تحقيق التطبيع مع إسرائيل، مع التأكيد على أهمية حل القضية الفلسطينية من خلال المفاوضات.
وتتضمن المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة والسعودية عددًا من القضايا المهمة، بما في ذلك التعاون النووي والأمني والقضايا الإقليمية، ومن المتوقع أن تشمل الصفقة المحتملة تقديم الدعم الأمني والضمانات الأمنية الأمريكية.
ماهي شروط الرياض للتطبيع؟
كشفت وكالة “رويترز” عن تصاعد التطورات في العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإسرائيل،.. حيث تسعى الرياض إلى التطبيع مقابل التوصل إلى اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة،.. يلزم الأخيرة بالدفاع عن المملكة في حالة وقوع هجوم،.. دون الحاجة إلى تقديم إسرائيل تنازلات كبيرة في عملية السلام مع الفلسطينيين.
تشير مصادر “رويترز” إلى أن هذا الاتفاق لن يكون بمستوى الضمانات الدفاعية الصارمة مثل تلك التي كانت تطلبها المملكة من الولايات المتحدة سابقًا، ولكنه قد يكون مشابها لاتفاقات تعاون عسكري أمريكية مع دول آسيوية.
تعتبر السعودية هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تعزيز أمنها واستقرار المنطقة،.. خاصةً بعد الهجمات الصاروخية التي شهدتها مواقعها النفطية في العام 2019 والتي أسهمت في تصاعد التوترات في المنطقة.
من الممكن أن تقوم الولايات المتحدة بتحسين هذا الاتفاق من خلال تصنيف السعودية كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يمنح المملكة مكانة استراتيجية أهم.
بالنسبة للفلسطينيين، قد يجلب هذا الاتفاق بعض التخفيف من القيود الإسرائيلية، لكنه لن يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية كما يطلبون. تشير المصادر إلى أن الاتفاق يسعى لتحقيق مصالح السعودية، وليس فقط مصالح الفلسطينيين.
يرى مسؤول أمريكي أن معايير الاتفاق الدفاعي لم تزل قيد الإعداد،.. وأنه سيكون تفاهما دفاعيا مشتركا يشبه علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل فيما يتعلق بالتعاون العسكري وتبادل التقنيات العسكرية.