في خضم التحضيرات لعيد أضحى غير مسبوق، يتسم هذا العام بقرار ملكي استثنائي يقضي بإلغاء شعيرة الأضحية حرصا على القطيع الوطني، برزت تحولات مفاجئة في أسواق الخضر والفواكه بالدار البيضاء، حيث تفاوتت الأسعار بشكل لافت، واحتل البصل والطماطم صدارة الجدل بين المستهلكين.
عادت مادة البصل إلى واجهة النقاش الشعبي لكن هذه المرة بشكل مختلف. فبعدما كانت رمزا للغضب بسبب غلاء الأسعار، سجلت هذه المادة الحيوية تراجعا كبيرا، لتتراوح الأسعار حاليا بين 1.5 و2.5 درهم للكيلوغرام، ما اعتبره كثير من المواطنين “مفاجأة سارة” وسط موجة الغلاء التي تطال سلعا أساسية أخرى.
وحسب تأكيدات مهنيين في القطاع، فإن هذا الانخفاض راجع إلى تحسن الموسم الفلاحي، وتوافر كميات وفيرة في الأسواق، بالإضافة إلى تراجع الطلب المرتبط بإلغاء الأضحية، إذ تقلصت الحاجة إلى شراء كميات كبيرة من البصل لتحضير أطباق العيد التقليدية مثل “التقلية” و”الرفيسة”.
تصريحات من قلب السوق: لا عيد بلا بصل
في تصريح خاص لـ”آنفا نيوز”، أوضح مهني في سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، أن السوق يعرف دينامية نشطة خلال هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن البصل كان ولا يزال عنصرا مركزيا في عادات العيد الغذائية، الأمر الذي يفرض استقرارا في سعره وتوفرا دائما.
وأضاف أن الأسعار التي تراوحت سابقا بين 5 و10 دراهم للكيلوغرام، شهدت أخيرا هبوطا مطمئنا بفعل وفرة العرض، لكنه في المقابل حذر من احتمال صعود الأسعار مجددا مع اقتراب يوم العيد بسبب زيادة الطلب ونقص بعض الإمدادات من الضيعات الفلاحية.
وعلى النقيض من ذلك، شهدت أسعار الطماطم ارتفاعا حادا وصل إلى حدود 10 دراهم للكيلوغرام في سوق الجملة، ما فاجأ المستهلكين وأربك حسابات بعض الأسر.
وعزا المتحدث هذا الارتفاع إلى تراجع الإنتاج المحلي في هذه الفترة، فضلا عن الضغوط التي تفرضها عمليات التصدير نحو الخارج، خاصة من المناطق المنتجة كمنطقة سوس، التي تشكل المزود الرئيسي للسوق الوطنية.
واختتم المسؤول المهني حديثه لـ”آنفا نيوز” بالتأكيد على أن الجمعية تعمل بتنسيق مع السلطات المحلية ومهنيي القطاع لضبط الأسعار وتوفير العرض الكافي، تجنبا لأي فوضى تجارية أو مضاربة محتملة، خاصة أن هذه الفترة تعرف عادة ضغطا كبيرا على الأسواق.