في مراسلة رسمية وجهت إلى والي جهة العيون الساقية الحمراء، خرجت الجمعية المغربية لحماية المستهلك عن صمت طال،.. مطالبة بضرورة إنشاء صيدلية طبية بالجماعة، لسد ما وصفته بـ”الفراغ الصيدلاني القاتل” الذي تعانيه المنطقة منذ سنوات.
صيف بدون دواء.. وزوار يبحثون عن أقرب صيدلية
الجمعية، التي استندت في مطلبها إلى مقتضيات القانون رقم 31.08 وتحديدا المادة 152 منه،.. نبهت إلى أن جماعة فم الواد، رغم طابعها القروي، تحولت إلى وجهة صيفية وسياحية تستقطب الزوار والمصطافين من مختلف مناطق المغرب. ومع تزايد الحركة، تبرز الحاجة الملحة إلى خدمات صيدلانية قريبة، لا سيما في ظل غياب مستعجلات حقيقية أو مركز صحي مجهز.
وما يزيد المشهد تعقيدا، حسب ذات المراسلة،.. أن الساكنة المحلية تضطر للتنقل عشرات الكيلومترات نحو مدينة العيون لاقتناء أدوية ضرورية، بما في ذلك أدوية الأمراض المزمنة، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على السلامة الصحية في حالات الطوارئ.
مطلب بمشروعية قانونية ومجتمعية
الرسالة لم تكن مجرد تذمر من واقع،.. بل بنيت على أسس قانونية واضحة، منها القانون رقم 17.04 المتعلق بمزاولة مهنة الصيدلة، الذي يلزم بتوفير خدمات صيدلانية في جميع التجمعات السكنية، إلى جانب القانون الإطار رقم 09.21 الذي يعزز الانصاف المجالي في التغطية بالخدمات الأساسية.
كما دعت الجمعية إلى استحضار مضامين المخطط الجهوي للتنمية الصحية،.. الذي يفترض أن يضع معيار العدالة المجالية نصب عينيه، ويولي اهتماما خاصا بالمناطق الطرفية كفم الواد، حتى لا تبقى خارج خارطة الصحة العمومية.
أكثر من دواء.. صيدلية من أجل الكرامة
إن الأمر لا يتعلق فقط بأرفف مملوءة بالادوية، بل بصيدلية تحفظ كرامة المواطن في وجه المرض، تقول الجمعية في ختام مراسلتها،.. مؤكدة أن إنشاء هذه الوحدة الصحية لن يكون ترفا، بل ضرورة مجتمعية ملحة، تلامس جوهر الحق في العلاج، وتفتح أفقا لعدالة صحية تأخرت كثيرا.
وفي انتظار تجاوب السلطات مع هذا المطلب، تبقى فم الواد على موعد يومي مع مشهد صعب: مريض يبحث عن دواء… في صحراء بلا صيدلية.