سجلت السدود المغربية ارتفاعا ملحوظا في احتياطياتها المائية مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقا لأحدث بيانات وزارة التجهيز والماء. فقد بلغت المخزونات الإجمالية من المياه بالسدود إلى غاية 11 فبراير 2025 نحو 4.71 مليار متر مكعب، مقابل 4.06 مليار متر مكعب خلال الفترة نفسها من سنة 2024، مما يعكس زيادة مهمة تقارب 650 مليون متر مكعب. وبفضل هذه التطورات، ارتفعت نسبة ملء السدود إلى 28%، مقارنة بـ 25.22% خلال السنة الماضية.
أظهرت المعطيات أن التساقطات الأخيرة كان لها أثر إيجابي على عدد من الأحواض المائية، حيث شهدت أحواض أبي رقراق وتانسيفت وأم الربيع وكير-زيز-غريس زيادات متفاوتة في نسب الملء، تراوحت بين 0.15% و0.5%.
وعلى صعيد المقارنات السنوية، برز حوض كير-زيز-غريس بتحسن ملحوظ بلغ 26%، يليه حوض أبي رقراق بنسبة 16%. في المقابل، سجلت بعض الأحواض تراجعات طفيفة، مثل تانسيفت الذي فقد 6% من احتياطاته، وأم الربيع الذي تراجع بنسبة 0.3%.
السدود الكبرى تستفيد من التساقطات الأخيرة
شهد سد وادي المخازن، أحد أكبر السدود في منطقة اللوكوس، ارتفاعا في مخزونه المائي، حيث بلغ 462.8 مليون متر مكعب بنسبة ملء 68.8%، مقابل 419 مليون متر مكعب في الفترة ذاتها من العام الماضي.
أما سد إدريس الأول بجهة فاس-مكناس، فقد ارتفع مخزونه إلى 290 مليون متر مكعب، بنسبة ملء بلغت 25.7%، مقارنة بـ 213 مليون متر مكعب خلال 2024.
وفي جهة درعة-تافيلالت، شهد سد الحسن الداخل قفزة نوعية في حقينته المائية،.. حيث بلغ مخزونه 203 ملايين متر مكعب بنسبة ملء 64.9%، مقابل 26% فقط خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
إقرأ أيضا: تحول مائي تاريخي.. استهلاك مياه الشرب يتجاوز الري في المغرب
مع استمرار تحسن الظروف المناخية والتوقعات بمزيد من التساقطات المطرية،.. يتوقع الخبراء أن تسجل السدود المغربية مزيدا من الارتفاع في احتياطاتها،.. مما يعزز الأمن المائي الوطني ويخفف من آثار الجفاف الذي شهدته البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يظل تدبير الموارد المائية وترشيد الاستهلاك من الأولويات التي ينبغي العمل عليها،.. لضمان استدامة هذه الموارد الحيوية في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.