الأكثر مشاهدة

سخرية واسعة من زعيم البوليساريو الذي يقود حملة نظافة بـ”شوكة زراعية” في تندوف

يبدو أن زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، الذي جمع بين كل المناصب الممكنة وغير الممكنة — من “رئيس جمهورية” على الورق، إلى “القائد الأعلى للقوات المسلحة” في مخيمات الصفيح، مرورا بـ”القاضي الأول” الذي لا يقبل النقض — قرر هذه المرة أن يضيف لقبا جديدا إلى قائمته الذهبية: عامل نظافة بالرابوني.

فقد التقطت صور لـ”فخامة الرئيس” بزيه العسكري وهو يحمل شوكة زراعية،.. في مشهد يوحي وكأنه يتهيأ لخوض معركة طاحنة ضد أعقاب السجائر وعلب الطماطم الفارغة في طرقات المخيم. وبالطبع، رافقته الكاميرات لتوثيق هذا الإنجاز “التاريخي” الذي قد يدرس لاحقا في أكاديميات الحركات الانفصالية تحت عنوان: كيف تحكم بالحديد والنار… ثم تنظف بنفسك ما تبقى من الفوضى؟

في المخيمات، حيث يعيش آلاف المحتجزين منذ عقود على الإعانات الإنسانية، وتنهشهم البطالة واليأس،.. يبدو أن أولويات القيادة العظمى انحصرت في رفع المعنويات عبر مبادرات تجميلية،.. وكأن حفنة من القمامة هي أصل المأساة، لا الفساد المستشري ولا القمع ولا مصادرة حرية الحركة.

- Ad -

أما الجزائر، الداعم الرسمي والممول السخي لهذه المسرحية الطويلة،.. فتبدو مرتاحة وهي ترى وكيلها المخلص يحول العمل السياسي والعسكري إلى نشاط مدرسي لزراعة “روح المواطنة” في مخيمات لا تعرف من المواطنة سوى اسمها.

وبينما تواصل قيادة الجبهة التقاط الصور وسط أكوام النفايات،.. يظل سؤال سكان المخيمات بلا جواب: متى ستبدأ حملة “تنظيف” حقيقية… لكن هذه المرة من القيادات التي حولت حياتهم إلى انتظار بلا نهاية؟

مقالات ذات صلة