في مشهد أبكى القلوب وهز النفوس، استفاقت ساكنة دوار تكاثرت السفلى، التابع لجماعة أوريكا بإقليم الحوز، على فاجعة مؤلمة راحت ضحيتها عائلة كاملة مكونة من ثلاثة أفراد، بعدما تعرضوا لصعقة كهربائية قاتلة أثناء عملية ري بسيطة كانت كافية لتحويل البيت إلى مأتم.
البداية كانت عندما حاول رب الأسرة، رجل مسن يبلغ من العمر حوالي ثمانين سنة، تشغيل مضخة مياه لسقي الحديقة الصغيرة المجاورة لمنزله، قبل أن يقع تماس كهربائي مفاجئ أصابه في الحال. صرخته استنفرت زوجته، التي هرعت لنجدته، لتلقى بدورها المصير نفسه دون أن تدرك أن الخطر ما زال قائما.
ولم تكد تمر لحظات، حتى التحقت بهما ابنتهما الوحيدة، التي لم يمض على عقد قرانها سوى أسابيع قليلة، لتسقط بدورها ضحية الصعقة، وتنتهي فصول هذه التراجيديا العائلية في لحظة مأساوية، أمام ذهول الجيران وأقارب الأسرة، الذين لم يصدقوا أن هذا البيت الذي كان قبل أيام يتهيأ للاحتفال بزفاف، أصبح اليوم يستعد لوداع ثلاث جنازات دفعة واحدة.
الحادث وقع في مساء يوم الجمعة 20 يونيو، بالقرب من الساقية الرومية التي تخترق الدوار، والتي سبق أن سجلت بدورها حوادث مميتة في السابق، بسبب غياب الحماية الكهربائية اللازمة حول المضخات والآليات المستعملة في ضخ المياه.
ومباشرة بعد الحادث، حلت بعين المكان عناصر الدرك الملكي والسلطة المحلية والوقاية المدنية، حيث تم تطويق موقع الفاجعة وفتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة، فيما نقلت الجثامين إلى مستودع الأموات لتشيع لاحقا لمثواها الأخير.
ساكنة المنطقة، التي حضرت بأعداد كبيرة جنازة الضحايا، عبرت عن حزنها العميق وصدمتها الكبيرة، معتبرة أن هذه الكارثة كشفت من جديد عن حجم الخطر الذي يتهدد الأرواح بسبب غياب أبسط شروط السلامة التقنية، خصوصا في المناطق القروية التي لا تتوفر على مراقبة تقنية للمعدات الكهربائية.