الأكثر مشاهدة

فولكسفاغن تفضل مصر على المغرب.. السوق الداخلي يحسم المعركة

تفتح شركة فولكسفاغن الألمانية فصلا جديدا في استراتيجيتها الصناعية، وهذه المرة من بوابة القارة الإفريقية، وتحديدا عبر مصر التي تبدو أقرب من أي وقت مضى لأن تصبح مركزا إقليميا لتجميع سيارات عملاق صناعة السيارات الأوروبي، بعد تراجع واضح في أنشطته بالقارة العجوز.

تواجه فولكسفاغن منذ شهور ضغوطا متعددة: تكاليف إنتاج مرتفعة، طلب متواضع، ومنافسة شرسة من الشركات الصينية منخفضة التكلفة. كل هذه العوامل دفعت الشركة لإعادة النظر في انتشارها الجغرافي، خاصة في أوروبا، حيث أعلنت عن خطط لتقليص إنتاجها بأكثر من 700 ألف وحدة، إضافة إلى إلغاء 35 ألف وظيفة بحلول 2030.

مصر تدخل على الخط: موقع استراتيجي وسوق واعد

مديرة مجموعة فولكسفاغن إفريقيا، مارتينا بيني، كشفت في تصريح لوكالة “بلومبرغ” أن الشركة مهتمة جدا بمصر كمركز إنتاج، مضيفة أن الإعلان عن خطة أعمال متكاملة قد يتم قريبا.

- Ad -

في البداية، تدرس فولكسفاغن إطلاق وحدة تجميع بسيطة تعتمد على البنية التحتية الحالية بمصر، مع احتمال بناء مصنع مستقل في مراحل لاحقة، وفق نفس المصدر.

المغرب خارج الخريطة الجديدة

اللافت في تصريحات مديرة فولكسفاغن هو التباين الذي رسمته بوضوح بين مصر والمغرب. فرغم أن المغرب يعد حاليا الزعيم الإفريقي في مجال إنتاج السيارات، إلا أن تركيزه الشديد على التصدير نحو أوروبا يجعله غير ملائم لتوجهات الشركة الحالية.

قالت بيني صراحة:

“في المغرب، النشاط الصناعي موجه أساسا نحو السوق الأوروبية، ونحن في هذه المرحلة لا نرغب في إنشاء مصانع مرتبطة بالتصدير نحو أوروبا، بل على العكس، نحن نغلق مصانع هناك”.

لماذا مصر وليس المغرب؟

تراهن فولكسفاغن على مصر بسبب ثلاثة عناصر محورية:

  1. سوق داخلي كبير
  2. موقع استراتيجي يتيح النفاذ لأسواق الشرق الأوسط وإفريقيا
  3. وجود منشآت قائمة يمكن بدء الإنتاج منها دون استثمارات ضخمة فورية

بهذا التحول، يبدو أن مصر في طريقها لتصبح مركزا صناعيا بديلا في زمن التغيرات الجيو-اقتصادية الكبرى، بينما يجد المغرب نفسه خارج مخططات التوسع الفورية لواحدة من أكبر علامات السيارات في العالم.

مقالات ذات صلة