في سبيل الحفاظ على صحة جسمك ونشاطه، كانت وجبة الإفطار دائما تحتل مكانة خاصة في التسلسل الغذائي اليومي. إن فكرة البداية النشطة تعكسها كلمة “إفطار” بحد ذاتها، حيث تمنح هذه الوجبة الجسم الطاقة الضرورية لبداية يوم ناجح وصحي.
على الرغم من أن الرؤية التقليدية لفوائد وجبة الإفطار قد تكون متأصلة في ثقافاتنا، إلا أن هذه الفكرة لم تظل ثابتة بمرور الوقت. في ظل الابتكارات الغذائية وتغيرات أسلوب الحياة، تساءل الكثيرون عما إذا كان تجاهل وجبة الإفطار يعني بالضرورة الفشل في مسيرتنا الغذائية والحياتية.
أثار تحليل دراسات قصيرة وطويلة الأمد نشرت عام 2021 تساؤلات حول هل تخطي وجـبة الإفطار يؤدي إلى زيادة الوزن أم لا؟ لا يزال هناك تفاوت في الآراء بين المؤيد والمعارض، ولكن الأمور تظهر واضحة فيما يتعلق بالأنماط الغذائية.
العلاقة بين وجبة الإفطار والوزن
في البداية، لا يمكن تأكيد العلاقة المباشرة بين تخطي وجبة الإفطار وفقدان أو زيادة الوزن. تشير الأدلة إلى أن هناك حدا أدنى من الأدلة حول أن هذا الإجراء يمكن أن يتسبب في زيادة الوزن وبداية عملية السمنة.
القلق الأكبر يكمن في أن تخطي وجبة الإفـطار قد يؤدي إلى تناول غذاء غير صحي بشكل عام. أظهرت دراسة جامعة ولاية أوهايو أن الأفراد الذين يتجنبون تناول الإفطار يميلون إلى فقدان العناصر الغذائية الأساسية، ومن ضمنها فيتامينات A وB1 وB2 وB3 وC. علاوة على ذلك، كشفت الدراسة أنهم يتجهون نحو تناول مزيد من السكر والكربوهيدرات في أوقات اليوم العادية.
مع ذلك، يجب أن نؤكد أن هذه العلاقة ليست بالضرورة علاقة سببية. يعني ذلك أن الأشخاص الذين يميلون إلى تجاهل وجبة الإفطار قد يكونون أيضا غير قادرين على تناول وجبات غذائية صحية بشكل عام.
يرى الخبراء أن هناك أشخاصا قد يستفيدون من تخطي وجبـة الإفطار ويديرون نظامهم الغذائي بشكل فعال. بالنسبة للأفراد الذين يتجنبون الإفطار بسبب عاداتهم الغذائية الخاصة، قد تكون هذه السياسة ملائمة ومفيدة لأهدافهم.
بشكل عام، يبدو أن التحديثات الحديثة تلقى الضوء على أهمية فهم جسم الفرد واحتياجاته الغذائية الفريدة. لذا، إذا كنت تستطيع الابتعاد عن وجبة الإفطار وتعويض ذلك خلال اليوم، فربما ليس هناك مشكلة. ولكن يظل القرار في النهاية بيد كل فرد بناء على احتياجاته وأهدافه الشخصية.
الصيام الطويل
يمكن أن يتسبب الصيام الطويل في تحفيز عملية تعرف بالالتهام الذاتي، والتي تشير إلى إزالة الخلايا التالفة من الجسم. يدرس بعض الباحثين إمكانية تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان نتيجة لهذه العملية، ولكن الأدلة لا تكون قاطعة تماما. بالتالي، قد لا يكون تخطي وجبة الإفطار وحدها كافية لبدء هذه العملية.
الفكرة الرئيسية هي أنه لا يوجد فرق واضح بين أن تكون صائما أو أن تتناول الطعام،.. طالما أن نظامك الغذائي صحي. وفيما يتعلق بتفويت وجبة الإفطار،.. يشير خبراء إلى أهمية فهم الأفراد لسبب رغبتهم في ذلك، مشيرين إلى أن بعض الأشخاص قد يشعرون بنشاط وإنتاجية أكبر عند تناول الطعام في وقت متأخر من الصباح أو قد لا يشعرون بالجوع عند الاستيقاظ. ومع ذلك، يشددون على أهمية تناول وجبة فطور تحتوي على كمية كافية من البروتين والخضار والدهون الصحية.
وأخيرا، يلفت الخبراء الانتباه إلى أن حتى إذا كانت بعض المنتجات الغذائية، مثل رقائق الذرة،.. قد تقوم بتثبيط الرغبات الغذائية الخاطئة، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنها تعزز الصحة العامة، وهذا موضوع يستحق مناقشة مستقلة.