الأكثر مشاهدة

من 5.3 مليارات إلى مليار: وزير الفلاحة يكشف عن تراجع حاد في المياه المخصصة للري

خرج أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عن صمته للرد على الانتقادات الموجهة لمخطط المغرب الأخضر، مؤكدا أن المغرب يواجه منذ سنوات أزمة مائية خانقة، لكن رغم ذلك، لم تتوقف عجلة الإنتاج الفلاحي.

في حواره مع رضوان الرمضاني ضمن برنامج “بدون لغة خشب”، قال البواري إن “الفلاحة ما كايناش بلا ماء”، وإن الموارد المائية تمثل العصب الحيوي لهذا القطاع. غير أن السنوات السبع الأخيرة، حسب تعبيره، كشفت عن تحولات جذرية في المعادلة: من أصل 5.3 مليارات متر مكعب كانت تخصص سنويا للمحيطات السقوية الكبرى (حوالي 700 ألف هكتار)، لم تعد تتجاوز مليار متر مكعب في السنوات الأخيرة، أي ما يعادل أقل من 20% من الحاجيات الفعلية.

ورغم هذا التراجع المهول، أشار البواري إلى أن المغرب تمكن، بفضل “المجهود الجماعي للدولة والفلاحين”، من الحفاظ على توازن الأسواق، حتى في أصعب المراحل، مثل فترة الجائحة. وقال: “فاش كان كورونا، الخضر والفواكه واللحوم ما نقصوش، وكلشي كان موجود بفضل تعبئة الفلاحين وتدبير ناجع للموارد”.

- Ad -

البواري تحدث عن التحول الكبير في سلوك الفلاح المغربي، قائلا إن تقنيات السقي الحديثة مكنت من تقليص استهلاك المياه إلى النصف، بل أقل في بعض المناطق، وهو ما اعتبره “مناعة مائية” جديدة.

لكن في المقابل، لم يخف الوزير امتعاضه من أصوات المعارضة، خصوصا تلك التي وصفت مخطط المغرب الأخضر بـ”المفقر للمغاربة مائيا”، كما قال النائب رشيد حموني الذي هاجم السياسات السابقة التي أشرف عليها البواري نفسه. ورد الوزير قائلا: “الانتقادات سهلة، لكن الواقع يثبت أننا نجحنا في تدبير الأزمة رغم الجفاف، والمخطط الأخضر كان أحد أعمدة الصمود”.

المياه نادرة، نعم. لكن، وفق رؤية الوزير، الأزمة تدار اليوم بعقلانية أكبر، في انتظار حلول هيكلية قد لا تكون بعيدة.

مقالات ذات صلة