لم تخف عائلة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ غضبها من إعلانات تروّج لعرض بتقنية الهولوغرام يفترض أن يقام خلال مهرجان موازين بالمغرب يوم 20 يونيو الجاري. العرض الذي وصفه البعض بـ”الحدث الرقمي الاستثنائي”، شكل مفاجأة صادمة للأسرة، التي اعتبرته تعديا واضحا على الحقوق القانونية والفنية للعندليب.
في بيان رسمي نشر مساء السبت، قالت الأسرة إنها تفاجأت بإعلانات وصور منتشرة عبر منصات رقمية وإعلامية، تلمح إلى ظهور عبد الحليم حافظ على مسرح مغربي، من خلال تقنية تعيد تقديم صوته وصورته للجمهور. غير أن المفاجأة الأكبر بالنسبة لهم، لم تكن في التقنية، بل في التجاهل التام للتواصل معهم.
“لم نتلق أي طلب رسمي، ولم نمنح فرصة للموافقة أو الرفض”، تقول العائلة، التي أوضحت أن جميع الحقوق المرتبطة باسم عبد الحليم وصورته مملوكة لشركة قانونية خاصة، هي الوحيدة المخولة بتوقيع اتفاقات من هذا النوع. وأي استغلال غير مصرح به، تضيف العائلة، “يعتبر خرقا قانونيا صريحا”، يحتم المتابعة القضائية.
بيان الأسرة لم يقتصر على اللغة القانونية فقط، بل حمل نبرة وجدانية واضحة، مشيرا إلى أن التعامل مع رموز الفن العربي ينبغي أن يكون مقرونا بالاحترام والتقدير، لا بالقرارات الأحادية والتجارية الجافة.
“نرفض أن يتحول تراث عبد الحليم إلى منتج رقمي يستخدم دون استئذان”، جاء في البيان الذي أكد أن العائلة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفته بـ”الاستهانة برمز فني عربي له مكانة في ذاكرة الشعوب”.
في المقابل، يواصل مهرجان موازين الترويج لنسخته المقبلة، المقررة في يونيو الجاري، بمشاركة عدد من الأسماء البارزة في الطرب العربي، أبرزهم شيرين عبد الوهاب وروبي، إلى جانب عروض فنية متنوّعة. لكن الإعلان عن “إحياء عبد الحليم” رقميا فتح الباب على مصراعيه لجدل ثقافي وأخلاقي، يتجاوز مجرد عرض ترفيهي.
ويذكر أن عبد الحليم حافظ كان يحظى بمكانة استثنائية في المغرب، وخصوصا لدى الملك الراحل الحسن الثاني، الذي اعتاد الاستماع لأعماله، حيث كانت أغانيه تبث في المناسبات الوطنية، ما جعل من صوته مكونا أساسيا في الذاكرة المغربية.