شهدت أسعار اللحوم الحمراء في المغرب انخفاضا ملحوظا، بالنسبة للأغنام، منذ صدور الرسالة الملكية يوم 26 فبراير التي دعت المواطنين إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى. هذا القرار انعكس بشكل مباشر على الأسواق، حيث بات القطيع المخصص للعيد يتوجه إلى المسالخ بدلا من بيعه كأضاح، مما أدى إلى وفرة في العرض وانخفاض الأسعار.
وفي هذا السياق، أوضح هشام جوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بمجازر الدار البيضاء، أن الأسعار بدأت تتراجع تدريجيا منذ إعلان القرار، مشيرا إلى أن اللحوم المستوردة كانت تشكل الغالبية العظمى من السوق المغربي، إلا أن تدفق القطيع المحلي نحو المجازر عزز العرض. وأضاف أن سعر لحم الأغنام تراجع من 120 درهما للكيلوغرام إلى ما بين 90 و95 درهما، مع توقعات بمزيد من الانخفاض في الأيام القادمة.
أما اللحوم البقرية، فقد كان انخفاضها أقل حدة بسبب ارتفاع الطلب عليها خلال شهر رمضان، حيث تتراوح أسعار اللحوم الإسبانية والمحلية بين 85 و91 درهما للكيلوغرام، في حين تباع اللحوم البرازيلية بأسعار تتراوح بين 70 و75 درهما. ويرجع ارتفاع سعر اللحوم المحلية إلى قلة توافرها، رغم جودتها العالية مقارنة بالمستورد.
إقرأ أيضا: توقعات بانخفاض أسعار اللحوم الحمراء في “سوق البلدية” بالدار البيضاء
وفي الوقت الحالي، لا تزال المسالخ تعتمد بشكل رئيسي على اللحوم المستوردة، إلا أن نسبة القطيع المحلي في السوق تتزايد تدريجيا. ويتوقع المهنيون أن تشهد أسعار لحوم الأغنام مزيدا من الانخفاض، بينما تبقى أسعار اللحوم البقرية أكثر استقرارا بسبب قلة العرض مقارنة بالطلب المتزايد.
ويرى خبراء القطاع أن إلغاء شعيرة الأضحية كان ضروريا في ظل تناقص أعداد القطيع بفعل سنوات الجفاف المتتالية، إلا أنهم يؤكدون على ضرورة تدخل وزارة الفلاحة لوضع استراتيجية مستدامة لحماية الثروة الحيوانية الوطنية وضمان استقرار الأسعار، تفاديًا لأزمات مماثلة في المستقبل.